عائلة ترامب تحقق أرباحًا تتجاوز المليار دولار من مشاريع العملات الرقمية

تحوّلت عائلة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب إلى لاعب بارز في صناعة العملات المشفرة، بعد أن مدّت جذورها في مختلف جوانب هذا القطاع المتسارع، بدءًا من الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) والمقتنيات الرقمية، وصولاً إلى مشاريع التمويل اللامركزي (DeFi) والعملات المستقرة، مرورًا بمبادرات تعدين البيتكوين وحتى العملات الميمية ذات الطابع السياسي.
ووفقًا لتقديرات “بلومبرغ” المبنية على بيانات علنية، فإن القيمة الإجمالية لمشاريع الكريبتو المرتبطة بالرئيس ترامب تقترب من حاجز المليار دولار، رغم التذبذبات الأخيرة التي أحدثتها الحرب التجارية.
يُعد ترامب بالفعل أغنى شخص يشغل منصب رئيس الولايات المتحدة، وقد بنى ثروته في الأساس من قطاع العقارات.
وبعد انتخابه الأول عام 2016، أنشأ فريقه القانوني صندوقًا استئمانيًا خاصًا لإدارة مصالحه التجارية، تولى إدارته ابناه الكبيران إلى جانب المدير المالي السابق لمؤسسة ترامب، آلان وايسلبرغ.
وأكد إريك ترامب في مقابلة مع “بلومبرغ” أنه لا يوجد تضارب مصالح، مشيرًا إلى أن العائلة تؤمن بالعملات المشفرة منذ فترة طويلة، مضيفًا: “أنا لا أعمل مع البيت الأبيض”.
المثير أن موقف ترامب من العملات الرقمية تغيّر جذريًا خلال السنوات الأخيرة؛ ففي عام 2021، وصف البيتكوين بأنها “احتيال”، معبرًا عن رفضه لها لأنها تمثل منافسًا مباشرًا للدولار، ودعا إلى “تنظيم صارم” لها. لكن سرعان ما تبدّل هذا الموقف، لا سيما مع دخول حملة إعادة انتخابه مرحلة الحسم.
خلال ترشحه لولاية ثانية، سعى ترامب بنشاط إلى كسب دعم كبار الفاعلين في صناعة الكريبتو، وتلقى تبرعات من شخصيات مؤثرة في المجال.
وذهب أبعد من ذلك، بتوقيعه أوامر تنفيذية تهدف إلى تحويل الولايات المتحدة إلى “عاصمة الكريبتو العالمية”، كما كلّف شخصيات بارزة مثل ديفيد ساكس وبو هاينز لتمثيل مصالح القطاع الرقمي.
ومن خلال منصته “Truth Social”، روّج ترامب للعملات الميمية المرتبطة باسمه، في مؤشر على سعيه لتوسيع نفوذ عائلته في هذا المجال الحيوي.
وعلّق إسوار براساد، أستاذ السياسة التجارية بجامعة كورنيل، قائلاً: “يبدو أن ترامب وعائلته يسعون لترسيخ وجودهم بقوة داخل قطاع العملات المشفرة قبل أن تتخذ الجهات التنظيمية خطوات جديدة قد ترفع من تقييمات هذه الأصول”.