اقتصاد المغربالأخبار

طنجة المتوسط محطة استراتيجية في طريق الحرير الجديد وتعزيز للصادرات المغربية

أطلقت الصين ممرًا لوجستيًا مبتكرًا يجمع بين النقل بالقطار والشحن البحري، يبدأ من مدينة شينغدو مرورًا ببولونيا وألمانيا وإسبانيا، وصولًا إلى ميناء طنجة بالمغرب.

ويوفر هذا الدمج بين السكك الحديدية والنقل البحري اختصارًا كبيرًا في زمن الرحلة، حيث تقلصت المدة من 35 يومًا إلى 20 يومًا فقط، ما يضع المغرب في موقع مركزي كحلقة لوجستية حيوية بين إفريقيا وأمريكا، بحسب تحليلات اقتصادية حديثة.

رغم وجود خطوط مماثلة منذ 2022، مثل شينغدو – الدار البيضاء وشينغدو – بانجول، إلا أن هذا المشروع يمثل قفزة نوعية واستراتيجية، ويعزز الشراكة المغربية الصينية في إطار “طريق الحرير الجديد”.

وتمثل الوصلة بين شينغدو وطنجة عبر برشلونة خطوة مبتكرة لخفض التكاليف، ضمان تسليم موثوق وسريع، والوصول إلى أسواق شمال إفريقيا بكفاءة أكبر.

ويعبر القطار الأراضي الأوروبية حتى برشلونة، حيث تُنقل البضائع إلى السفن المتجهة نحو ميناء طنجة المتوسط. ويُنفّذ المشروع بالتعاون مع شركة DPD الألمانية، التابعة لمجموعة La Poste الفرنسية.

واعتبرت شركة Sichuan Silk Road Supply Chain Management هذه الخطوة “أول وصلة لقطار China-Europe Express إلى ميناء متوسطي إفريقي”، مضيفة أنها امتداد للخط المعروف بين الصين وهامبورغ، التي تعمل كمركز توزيع نحو إسبانيا.

ويتيح هذا الممر الجديد الوصول إلى أسواق جديدة مع خفض التكاليف التشغيلية، ما يشكل فرصة كبيرة للمصدّرين المغاربة، خاصة مع السياسة الصينية القائمة على إلغاء الرسوم الجمركية على المنتجات الإفريقية.

ففي 2024، استوردت الصين منتجات غذائية بقيمة 186 مليار دولار، وتطبق سياسة “صفر رسوم” مع 53 دولة إفريقية، بما فيها المغرب، الذي يمثل ثالث أكبر شريك تجاري للصين عالميًا والأول آسيويًا.

ويأتي هذا التطور في وقت أصبح المغرب فيه خلال أقل من 15 عامًا المنتج الأول للسيارات في إفريقيا، مستفيدًا من منظومته الصناعية التنافسية وبنياته التحتية البحرية التي تتيح الوصول إلى أمريكا في غضون خمسة أيام.

ويواصل المغرب توسيع شبكته اللوجستية عبر مشروع “الواجهة الأطلسية”، الذي يشمل ميناء الداخلة، والدور الاستراتيجي لجزر الكناري كحلقة وصل بين الصين والمغرب وأوروبا، مما يعزز موقع المملكة كمركز تجاري ولوجستي عالمي.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى