طريق السمارة – موريتانيا: مشروع استراتيجي يعزز الربط التجاري بين المغرب وموريتانيا

يمضي المغرب قدماً في تعزيز التكامل الاقتصادي مع جيرانه في إفريقيا، وذلك من خلال إطلاق مشروع طريق تجاري جديد يربط مدينة السمارة بموريتانيا.

هذا الطريق يمتد على طول 53 كيلومتراً ويهدف إلى تحسين حركة التجارة وتخفيف الضغط على معبر الكركرات الحيوي.

وفقاً لما أوردته صحيفة “لاراثون” الإسبانية، فإن المشروع بلغ مراحل متقدمة من التنفيذ، ولم يتبق سوى تثبيت الطبقة النهائية من الإسفلت ليصبح جاهزاً للاستخدام.

و بدأت الأعمال الإنشائية في فبراير 2024 بقيادة القوات المسلحة الملكية المغربية، التي تشرف على هذا المشروع الاستراتيجي.

مشروع الطريق الجديد أصبح ممكناً بفضل توسعة الجدار الرملي بعد العملية الأمنية التي نفذها الجيش المغربي في منطقة الكركرات يوم 13 نونبر 2020، حيث تمكنت القوات المسلحة الملكية من تأمين الحدود الجنوبية مع موريتانيا وإبعاد مليشيات “البوليساريو” الانفصالية.

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن القوات المسلحة الملكية ستتولى مسؤولية حماية الطريق الجديد، حيث سيتم استخدام الطائرات المسيرة لضمان سلامة مستعمليه من أي تهديدات محتملة.

رؤية إنشاء هذا الطريق ليست جديدة، إذ تم الإعلان عنها لأول مرة في شتنبر 2018 من طرف وزير التجهيز والنقل السابق عبد القادر عمارة خلال زيارته لمنطقة العيون الساقية الحمراء. لكن التحديات السياسية والأمنية في تلك الفترة حالت دون التنفيذ.

مع تغير المعطيات الميدانية بعد العملية الأمنية في الكركرات، أصبح بالإمكان المضي قدماً في هذا المشروع. وقد أدت هذه التغيرات إلى تقليص ما تطلق عليه “البوليساريو” الأراضي المحررة، حيث كشف أحد كبار مسؤولي الجبهة أن المساحة التي فقدوها بلغت 40 كيلومتراً مربعاً.

يمثل الطريق الجديد رابطاً حيوياً بين المغرب وموريتانيا، مما يعزز التجارة البينية ويدعم جهود المغرب في الانفتاح على الأسواق الإفريقية. كما يعكس هذا المشروع رؤية استراتيجية لتعزيز التنمية في الأقاليم الجنوبية وتحقيق التكامل الاقتصادي مع دول الجوار.

بهذا الإنجاز، يخطو المغرب خطوة جديدة نحو تحقيق أهدافه الاستراتيجية في تعزيز التعاون الإقليمي وتأمين حركة التجارة والنقل في المنطقة.