طاقة المغرب تخطف الأضواء في بورصة الدار البيضاء بصعود تاريخي

في تحول لافت للانتباه، تمكنت شركة طاقة المغرب يوم 14 ماي 2025 من تجاوز التوقعات والصعود إلى المركز الثالث في بورصة الدار البيضاء، محققة قيمة سوقية قدرها 64.8 مليار درهم.
هذا الإنجاز التاريخي شهد تفوق الشركة للمرة الأولى على عملاقي البورصة، مناجم ومرسى المغرب. ولم يتوقف الصعود عند هذا الحد، ففي اليوم التالي، ارتفعت القيمة السوقية للشركة إلى 65.3 مليار درهم ضمن سوق تقدر قيمته الإجمالية بـ 943 مليار درهم.
لم يكن هذا الارتفاع الصاروخي وليد اللحظة، بل هو تتويج لمسار تصاعدي قوي منذ بداية العام. فقد قفز سهم الشركة بنسبة مذهلة بلغت 106.3% منذ مطلع سنة 2025، حيث ارتفع من 1.340 درهم ليصل إلى 2.751 درهم، وبلغ ذروته التاريخية عند 2.858 درهم في الرابع عشر من ماي.
وعلى الرغم من هذا الأداء المذهل، فإن التحليل المالي يشير إلى أن هذا الزخم القوي لم ينطلق من نتائج مالية استثنائية مفاجئة، بل يعكس ثقة متزايدة في نموذج أعمال الشركة المتين والقائم على الاستقرار. فالتعاقدات طويلة الأمد التي تربط طاقة المغرب بالمكتب الوطني للكهرباء، والتي تمتد حتى عام 2044، تضمن لها تدفقات مالية واضحة ومستقرة على المدى الطويل.
علاوة على ذلك، ساهم انخفاض أسعار الفحم إلى مستوى 99 دولارًا للطن في تعزيز هوامش ربح الشركة بشكل ملحوظ، بينما حافظت في الوقت نفسه على نسبة توافر تشغيلية عالية بلغت 93%.
وعلى الرغم من بلوغ مؤشر مكرر الربحية (PER) مستوى يتجاوز 61 ضعفًا، يرى محللون أن تقييم السهم الحالي يستند بشكل أساسي إلى “وضوح الرؤية والاستدامة” التي تتمتع بها الشركة، وليس فقط على الأرباح الآنية.
فالخطوات الاستراتيجية التي تخطوها الشركة نحو الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح في بوجمل والهيدروجين الأخضر بالشراكة مع كيانات دولية، تمنحها بعدًا استراتيجيًا هامًا في سياق التحول الطاقي العالمي.