ضغوط على أسعار الذرة رغم تعديل التوقعات الأمريكية وارتفاع الإنتاج البرازيلي

تشهد أسعار الذرة في الأسواق العالمية حالة من الضعف والاستقرار السلبي، رغم صدور بيانات أميركية معدّلة كان يُفترض أن تعطي دفعة للأسعار.
ففي تعاملات منتصف يوم الجمعة، تراجعت العقود الآجلة للذرة بين 2 و5 سنتات لعقود التسليم القريبة، دون تسجيل مكاسب تُذكر.
كما انخفض متوسط السعر النقدي الوطني للذرة، وفقاً لبيانات منصة CmdtyView، بمقدار 2.25 سنت ليستقر عند 3.83 دولارات للبوشل.
وفي سياق جيوسياسي مؤثر على الأسواق، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الخميس فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 35% على المنتجات الكندية، مع استثناء ما يندرج تحت اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (USMCA)، اعتبارًا من مطلع غشت المقبل.
التنبؤات الجوية للأسبوع المقبل تشير إلى احتمال هطول أمطار على أجزاء واسعة من حزام الذرة الأوسط الأميركي، وخاصة الجزء الشمالي من القطاع الشرقي، مع توقعات بوصول كميات الأمطار إلى نحو بوصة واحدة، ما قد يدعم نمو المحاصيل، لكنه يحدّ من فرص ارتفاع الأسعار.
و أجرت وزارة الزراعة الأميركية (USDA) تعديلات مهمة على جداول العرض والطلب الخاصة بمحصول الذرة، حيث:
للموسم الحالي (2024/2025):
خُفض استهلاك الذرة في الأعلاف والمخلفات بـ75 مليون بوشل.
ارتفعت التوقعات بشأن الصادرات بـ100 مليون بوشل.
نتيجة لذلك، تم خفض تقديرات المخزونات الختامية إلى 1.35 مليار بوشل، أي أقل بـ25 مليون من التوقع السابق.
للموسم الجديد (2025/2026):
تم تقليص الإنتاج بـ115 مليون بوشل إلى 15.705 مليار بوشل، بسبب تراجع المساحات المزروعة.
حافظت الوزارة على توقعات الغلة عند 181 بوشل لكل فدان.
انخفضت مخزونات الموسم الجديد إلى 1.66 مليار بوشل بعد تقليص الاستهلاك في الأعلاف.
في خطوة متوقعة، رفعت وزارة الزراعة الأميركية تقديراتها لإنتاج البرازيل من الذرة إلى 132 مليون طن متري، بزيادة 2 مليون طن.
لكن في المقابل، خُفّضت التوقعات العالمية لمخزونات الذرة لموسم 2025/2026 بـ3.16 مليون طن لتستقر عند 272.08 مليون طن، متأثرة أساسًا بانخفاض الإنتاج في الولايات المتحدة.
و مع نهاية جلسة الجمعة، تراجعت العقود الآجلة للذرة تسليم ديسمبر بنسبة 1% إلى 4.12 دولار للبوشل. كما انخفضت عقود فول الصويا لتسليم نوفمبر بـ0.6% لتسجل 10.07 دولارات للبوشل، في حين تراجعت عقود القمح تسليم سبتمبر بـ1.6% تقريبًا إلى 5.45 دولارات للبوشل.
ورغم تعديلات التوقعات وزيادة الصادرات، لا تزال الأسواق الزراعية تحت ضغط التوازنات العالمية، والطقس، والتوترات التجارية، ما يُبقي أسعار الحبوب تحت سيطرة الحذر.