ضغوط المعروض وتراجع الطلب تهبط بأسعار الحبوب في شيكاغو

سجلت أسواق الحبوب في بورصة شيكاغو تداولات سلبية مع انطلاق الأسبوع، بعدما تعرضت أسعار فول الصويا والقمح والذرة لضغوط بيعية، مدفوعة بضعف الطلب الخارجي ووفرة المعروض العالمي، إلى جانب تحركات تصفية مراكز من قبل المستثمرين.
وتراجع فول الصويا إلى أدنى مستوياته في نحو سبعة أسابيع، في ظل قيام المتعاملين بتقليص مراكز الشراء، مع تباطؤ الصادرات الأميركية واقتراب بدء موسم الحصاد في البرازيل، أكبر منتج عالمي. ويأتي هذا التراجع بعد موجة صعود قوية سجلها السوق في نوفمبر، قبل أن تتبدد رهانات استمرار الارتفاع.
وكان فول الصويا قد لامس في نوفمبر أعلى مستوى له في 17 شهرًا عند 11.69 دولار للبوشل، لكنه فقد منذ ذلك الحين قرابة 8% من قيمته، مع خيبة أمل المتداولين من وتيرة مشتريات الصين، التي جاءت أضعف من المتوقع رغم التهدئة التجارية بين واشنطن وبكين.
وعلى الرغم من الإعلان عن صفقات بيع إضافية في نهاية الأسبوع الماضي، وسماح شركة التخزين الصينية الحكومية «سينوغرين» باستقبال شحنات من فول الصويا الأميركي، فإن حجم المشتريات لا يزال بعيدًا عن المستويات التي تحدث عنها مسؤولون أميركيون، والتي قدرت بنحو 12 مليون طن بحلول نهاية العام.
وتشير بيانات الصادرات إلى أن شحنات فول الصويا الأميركية خلال الموسم الحالي تقل بوضوح عن مستويات العام الماضي، في وقت يُتوقع أن تشتد المنافسة مطلع العام المقبل مع دخول محصول برازيلي ضخم إلى الأسواق العالمية.
وأظهرت بيانات لجنة تداول السلع الآجلة الأميركية أن الصناديق الاستثمارية راكمت مراكز شراء صافية كبيرة في عقود فول الصويا خلال نوفمبر، وهو ما جعل السوق أكثر عرضة لموجات تصفية حادة. ووفقًا لمتعاملين، تحولت هذه الصناديق إلى بائع صافٍ لكل من فول الصويا والذرة في نهاية الأسبوع.
وفي هذا السياق، قال فيتور بيستوا، محلل السلع الزراعية لدى «رابوبنك»، إن السوق تفتقر حاليًا إلى محفزات تدعم استمرار الصعود، مرجحًا بقاء الضغوط النزولية على الأسعار خلال الفترة المقبلة.
ولم يكن القمح بمنأى عن هذه الضغوط، إذ تراجعت أسعاره متأثرة بإنتاج وفير في الأرجنتين وأستراليا، ما عزز توقعات وفرة المعروض عالميًا. وزاد من هذا الضغط إعلان الحكومة الأرجنتينية رسميًا خفض الضرائب على صادرات الحبوب ومشتقاتها، في وقت تشهد فيه البلاد موسم حصاد قياسي للقمح.
أما الذرة، فرغم احتفاظها بمستويات أفضل نسبيًا مقارنة ببقية الحبوب، بفضل الطلب القوي على الصادرات الأميركية، فقد لحقت بموجة التراجع التي شهدها السوق.
أداء العقود الآجلة
وفي ختام الجلسة، انخفضت العقود الآجلة للذرة تسليم مارس بنسبة 0.3% لتستقر عند 4.39 دولار للبوشل.
وتراجعت عقود فول الصويا تسليم يناير بنسبة 0.5% إلى 10.71 دولار للبوشل.
في المقابل، سجل القمح أكبر الخسائر، إذ هبطت عقوده الآجلة تسليم مارس بنسبة 1.6% إلى 5.20 دولار للبوشل.
وتعكس هذه التحركات حالة من الحذر تسود أسواق الحبوب، في ظل توازن هش بين وفرة المعروض العالمي وتذبذب الطلب، ما يجعل الأسعار عرضة لمزيد من التقلبات خلال الأسابيع المقبلة.




