ضربات متبادلة بين إسرائيل وإيران تعيد الدولار إلى واجهة الملاذات الآمنة

في ظل التصعيد العسكري المتجدد بين إسرائيل وإيران، اتجه المستثمرون نحو الأصول الآمنة، وعلى رأسها الدولار الأميركي، الذي سجل أكبر مكاسب يومية له منذ أكثر من شهر، إلى جانب ارتفاع ملحوظ في الطلب على الذهب.
شنت إسرائيل، صباح الجمعة، هجمات جوية استهدفت مواقع عسكرية متعددة داخل الأراضي الإيرانية، مما دفع طهران إلى الرد بإطلاق وابل من الطائرات المسيّرة باتجاه أهداف إسرائيلية، في واحدة من أكثر حلقات التصعيد حدة منذ أشهر.
في خضم هذا التصعيد، تستعد الولايات المتحدة وإيران لاستئناف جولة سادسة من المحادثات النووية في العاصمة العمانية مسقط، يوم الأحد، وسط ترقب دولي بشأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني.
وأكد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة أن تل أبيب اتخذت قرار توجيه الضربات بشكل “أحادي ومستقل”، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي والدولي.
و مع تصاعد حدة التوترات، اندفع المستثمرون في البداية نحو الفرنك السويسري والين الياباني، لكن الدولار الأميركي سرعان ما تفوق عليهما، مستعيدًا مكانته التقليدية كأكثر الأصول أمانًا في أوقات الأزمات الجيوسياسية.
وغرّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب محذرًا طهران من “ردود أكثر قسوة”، في حال لم تتوصل إلى اتفاق نووي، ما أضاف مزيدًا من القلق في الأسواق.
ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات الرئيسية، بنسبة 0.85%، مسجلًا بذلك أقوى مكاسب يومية له منذ 12 مايو الماضي. وتراجعت في المقابل عملات مثل اليورو والجنيه الإسترليني والدولار الأسترالي بشكل ملحوظ.
وأوضحت فيونا سينكوتا، المحللة في “سيتي إندكس”، أن “الدولار عاد للعب دوره التقليدي كملاذ آمن، في تحرك مدفوع كليًا بالأخبار السياسية، وليس بالبيانات الاقتصادية”، مضيفة أن هذا الاتجاه قد يكون قصير الأجل إذا ما خفت حدة التصعيد خلال عطلة نهاية الأسبوع، لا سيما مع ترقب قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خلال الأسبوع المقبل.
أنهى اليورو سلسلة مكاسب استمرت أربعة أيام، متراجعًا بنسبة 0.7% ليستقر عند 1.1494 دولار، بعدما بلغ ذروته في اليوم السابق عند 1.1632، وهو الأعلى له منذ أربع سنوات.
أما الدولار فقد ارتفع بنسبة 0.6% أمام الين الياباني ليصل إلى 144.43 ين، بعد تراجع سابق إلى 142.79. كما ارتفع أمام الفرنك السويسري بنسبة 0.52% ليبلغ 0.8147 فرنك.
التطورات السياسية في الشرق الأوسط تواصل إملاء توجهات السوق، وسط حالة من الترقب والحذر التي تطبع سلوك المستثمرين، مع احتمال تغير الاتجاهات سريعًا بناءً على نتائج المحادثات النووية المنتظرة في عُمان.