صناعة السيارات الإيطالية تواجه اختبارات صعبة مع انتقال الإنتاج إلى المغرب

تواجه صناعة السيارات الإيطالية أزمة حقيقية، تتمثل في تراجع الإنتاج وزيادة الضغط على العمال، في الوقت الذي تتجه فيه شركات كبرى مثل “ستيلانتس” (Stellantis) نحو التوسع في المغرب، حيث تنخفض تكاليف التشغيل بشكل كبير.
تعاني المصانع الإيطالية من تراجع كبير في الأنشطة الإنتاجية، ما انعكس سلبًا على آلاف العمال.
فوفقًا للإحصائيات، يعمل حوالي 7,850 عاملاً في مصانع تيرمولي وميرافيوري وبومليانو داركو بعقود “التضامن”، التي تقلص ساعات العمل وتقلل الأجور.
هذا الوضع يثير قلقًا عميقًا بين العمال بشأن مستقبل وظائفهم، ويُظهر حجم التحديات التي تواجه الصناعة المحلية.
في المقابل، أعلنت “ستيلانتس” عن خطة استثمارية ضخمة تبلغ 1.2 مليار يورو لتوسيع مصنعها في القنيطرة بالمغرب. تهدف الشركة من خلال هذا التوسع إلى زيادة الطاقة الإنتاجية لتصل إلى 535 ألف سيارة سنويًا، كجزء من استراتيجيتها الأوسع للوصول إلى مليون مركبة بحلول عام 2030، مع معدل اندماج محلي يتجاوز 70%.
ويتميز المصنع المغربي بقدرته على إنتاج سيارات كهربائية صغيرة مثل Citroën Ami و Opel Rocks-e و Fiat Topolino، إضافة إلى المحركات الهجينة والسيارات الكهربائية ثلاثية العجلات.
هذا المصنع يوفر نحو 3100 وظيفة مباشرة، لكن الأجور المتوقعة لا تتجاوز 3000 درهم شهريًا (حوالي 300 دولار)، وهو ما يمثل أقل بعشر مرات من أجور العمال الإيطاليين.
أثار هذا التوجه الاستثماري في المغرب غضب النقابات الإيطالية، التي تعتبره تهديدًا مباشرًا للصناعة المحلية. وحذّر ممثلو العمال من أن استمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى فقدان آلاف الوظائف وتقويض القدرة التنافسية للمصانع الإيطالية على المدى الطويل، مؤكدين أن العمال الإيطاليين هم المتضررون الرئيسيون من هذه التحولات.
توضح الأرقام هذا التباين بشكل جلي، ففي عام 2024، وصل إنتاج السيارات في إيطاليا إلى 475,090 وحدة، مع توقعات بانخفاض إضافي في عام 2025.
وفي المقابل، من المتوقع أن يشهد الإنتاج في المغرب ارتفاعًا ملموسًا. هذا التباين يعكس كيف أصبحت فروق الأجور والعوامل الاستثمارية حاسمة في إعادة رسم خريطة صناعة السيارات في أوروبا.
ولمواجهة هذا التحدي، تطالب النقابات الإيطالية الحكومة باتخاذ إجراءات وسياسات لحماية الصناعة المحلية وتحفيز الاستثمار في المصانع الإيطالية، بهدف الحفاظ على الوظائف وضمان مستقبل مستدام للقطاع.