صناديق بيتكوين المتداولة تحت وطأة ضغوط بيع حادة مع تصاعد المخاوف الاقتصادية الأمريكية

تشهد صناديق بيتكوين المتداولة في البورصات الأمريكية موجة غير مسبوقة من الضغوط البيعية، بعد الهبوط الحاد في سعر العملة المشفرة الأكبر عالمياً من مستوى قياسي بلغ 123 ألف دولار إلى ما دون 114 ألف دولار، بخسارة تجاوزت 8% في فترة وجيزة.
هذا التراجع السريع فجّر موجة من التدفقات الخارجة التي أعادت إلى الأذهان سيناريو أبريل الماضي، حين واجهت السوق موجة مشابهة من الانسحابات.
ووفق البيانات الأخيرة، بلغت قيمة التدفقات الخارجة من هذه الصناديق نحو 1.5 مليار دولار خلال أربعة أيام فقط، وهو ما يعكس حجم القلق الذي يسيطر على المستثمرين.
ففي يوم واحد، الثلاثاء الماضي، سجلت ثلاثة من أكبر صناديق البيتكوين خسائر مجمعة تجاوزت 175 مليون دولار، شملت صندوق FBTC التابع لـ”فيديليتي”، وصندوق ARKB التابع لـ”أرك إنفست”، وصندوق IBIT التابع لـ”بلاك روك”.
هذه الصناديق، التي كانت قبل أسابيع قليلة في طليعة استقبال التدفقات الاستثمارية، باتت اليوم تواجه حالة من انكماش الثقة، خصوصاً من جانب المستثمرين المؤسسيين الذين بدأوا في تقليص تعرضهم للأصول عالية المخاطر.
ويعكس هذا التحول الحاد مدى سرعة تبدّل المزاج الاستثماري عندما تتصاعد المخاطر الاقتصادية.
السبب الرئيس لهذه الموجة البيعية المفاجئة يرتبط بتزايد المخاوف من دخول الاقتصاد الأمريكي في مرحلة ركود تضخمي. فقد أظهر تقرير معهد إدارة التوريد ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار، يقابله انخفاض في أعداد الوظائف الجديدة وتراجع في النشاط التجاري، وهي إشارات مقلقة للأسواق.
في ظل هذه المعطيات، يخشى المستثمرون أن يجد الاحتياطي الفيدرالي نفسه عاجزاً عن خفض أسعار الفائدة في المدى القريب كما كانت تأمل الأسواق، نظراً لاستمرار التضخم المرتفع مع ضعف النمو.
هذا السيناريو يجعل الأصول عالية المخاطر، وعلى رأسها صناديق بيتكوين المتداولة، عرضة لمزيد من الضغوط البيعية.
وتتوقع التحليلات أن يستمر الضغط على هذه الصناديق خلال الأسابيع المقبلة إذا واصل كبار المستثمرين جني الأرباح وتسييل مراكزهم، خاصة وأن هذه الفئة من المستثمرين كانت القوة الدافعة لارتفاعات السوق في الشهور الماضية.
استمرار هذا الاتجاه قد يضع السوق أمام اختبار حقيقي لمستوى الدعم النفسي للبيتكوين واستقرار التدفقات الاستثمارية المرتبطة به.