أظهرت بيانات حديثة صادرة عن دائرة الإحصاء والتعداد في هونغ كونغ أن صافي واردات الصين من الذهب عبر الإقليم ارتفع بشكل حاد خلال نوفمبر الماضي بنسبة 101.5% مقارنة بشهر أكتوبر، في مؤشر على استمرار الطلب القوي من أكبر مستهلك للذهب في العالم.
وبحسب البيانات، بلغ صافي واردات الذهب من هونغ كونغ إلى الصين 16.16 طنًا متريًا في نوفمبر، مقارنة بـ 8.02 أطنان في أكتوبر.
كما وصلت إجمالي واردات الصين عبر هونغ كونغ إلى 30.22 طنًا بزيادة طفيفة عن مستويات أكتوبر التي سجلت 30.08 طنًا.
وأوضح المحلل المستقل روس نورمان أن السوق شهد خلال نوفمبر تقلبات كبيرة في العلاوات المحلية للذهب داخل الصين، حيث انتقلت من علاوة محدودة إلى خصم ملحوظ، معبّراً عن حالة من التباين في المعنويات.
وأضاف: «مع ذلك، يظل هذا التوقيت موسميًا لجذب الطلب، خصوصًا قبيل الاحتفالات برأس السنة القمرية».
شهدت الأسواق الصينية الأسبوع الماضي تداول السبائك بخصومات تتراوح بين 15 و30 دولارًا للأونصة مقارنة بالسعر الفوري العالمي، وهو تضييق للفجوة مقارنة بخصومات وصلت إلى 64 دولارًا للأونصة في الأسبوع السابق، والتي كانت أعمق مستويات خصم منذ أكثر من خمس سنوات.
وأرجع خبراء ذلك إلى ضعف الطلب في قطاع التجزئة، مع زيادة الشراء المضاربي المدعوم بتوقعات خفض الفائدة الأميركية وقوة اليوان الصيني، إضافة إلى محدودية حصص الاستيراد.
واصلت الصين تعزيز احتياطياتها الرسمية من الذهب، حيث بلغت 74.12 مليون أونصة تروي نقية بنهاية نوفمبر، مقارنة بـ 74.09 مليون أونصة في نهاية أكتوبر، مسجلة الشهر الثالث عشر على التوالي من الزيادة في المشتريات.
وعلى الصعيد العالمي، ارتفعت أسعار الذهب الفورية بنحو 72% منذ بداية العام، لتسجل مستوى قياسي عند 4,549.71 دولار للأونصة يوم الجمعة، وهو أكبر مكسب سنوي منذ عام 1979.
ويُعزى هذا الارتفاع إلى مزيج من تيسير السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، وقوة الطلب من البنوك المركزية، إضافة إلى نمو حيازات صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، واستمرار تحرك المعدن بعيدًا عن الدولار.
