صراع داخل وزارة الصحة الأميركية يثير مخاوف من تراجع حماية الصحة العامة

أعرب خبراء ومديرون سابقون في وزارة الصحة الأميركية عن قلقهم البالغ إزاء ما وصفوه بتأثير السياسة على قرارات الصحة العامة، خصوصاً برامج التطعيم، في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب المتهمة بخلط العلم بالأيديولوجيا.
وتفاقم التوتر داخل الوزارة بعد الصدام العلني بين وزير الصحة روبرت كينيدي جونيور ووكالة المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، حيث دعا السيناتور بيرني ساندرز الوزير إلى الاستقالة على خلفية مواقفه المناهضة للقاحات.
وقد شهدت الوزارة سلسلة استقالات على رأسها دميتري داسكالاكيس، رئيس قسم سياسة التطعيم والأمراض التنفسية في CDC، إضافة إلى عدد من كبار المسؤولين. وسبق ذلك إقالة المديرة سوزان موناريز بعد أقل من شهر من تعيينها، بسبب رفضها الموافقة على توجيهات وصفها محاميها بأنها “غير علمية وخطيرة”.
ومن المتوقع أن يتم تعيين جيم أونيل، المقرب من كينيدي والممول السابق في قطاع التكنولوجيا، كمدير بالإنابة للوكالة، وفقاً لتقارير صحيفة واشنطن بوست.
وأعرب داسكالاكيس عن قلقه من أن “غياب قيادة علمية في CDC سيعيق قدرتنا على تنفيذ سياسات فعالة للصحة العامة”.
وقال توم فريدن، مدير CDC الأسبق بين 2009 و2017، إن ما يحدث “هجوم غير مسبوق على الصحة العامة”، مشيراً إلى أضرار كبيرة لحملات مكافحة التدخين وتحسين جودة المياه، فضلاً عن تفكيك برامج التطعيم. وأضاف: “وسائل الحماية الصحية تنهار، وأصبحنا أقل أماناً”.
كما حذر ريتشارد بيسر، الرئيس بالإنابة السابق للوكالة، من تبعات ذلك على استعداد البلاد لمواجهة أزمات صحية كبرى، سواء كانت طبيعية أو وبائية.
من جانبه، وصف السيناتور بيرني ساندرز تصرفات وزير الصحة بأنها “تعرّض الأميركيين للخطر الآن وفي المستقبل”، مطالباً باستقالته فوراً في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز.