صحيفة فرنسية : المغرب يختار رافال F4 لتقوية أسطوله الجوي في مواجهة التحديات الإقليمية
تتجه القوات الجوية الملكية المغربية نحو مرحلة جديدة من التطوير والتحديث، وسط حركة ملحوظة في الساحة الدفاعية خلال الأشهر الأخيرة، مع احتمالية كبيرة لاقتناء مقاتلات “رافال” F4 الفرنسية.
هذا الخيار يأتي كبديل طبيعي لطائرات “ميراج” F1CH/EH التي دخلت مرحلة التحديث منذ حوالي عقدين، ما يعكس رغبة المغرب في تحديث قدراته القتالية لمواكبة التطورات الإقليمية والدولية.
وقد أثار هذا التوجه اهتماماً وقلقاً في واشنطن، التي كانت تراهن على تسويق مقاتلات F-16V Viper عبر شركة “لوكهيد مارتن” للمغرب،
وفقاً لصحيفة “أفيونس ليجيندير”. في المقابل، لعبت فرنسا دوراً فعالاً عبر جهود دبلوماسية وعسكرية مكثفة، كان أبرزها التمرين العسكري المشترك “ماراثون 25” الذي أُقيم بين 23 يونيو و5 يوليو 2025، حيث أتيحت للطيارين المغاربة فرصة اختبار طائرات “رافال” مباشرة ضمن الجناح الرابع للقوات الجوية الفرنسية.
وأفادت تقارير بمشاركة جنرالين مغربيين في طلعات جوية على متن النسخة الثنائية Rafale B، ما منح المغرب تقييماً عملياً دقيقاً للمقاتلة الحديثة التي تثير اهتمامه منذ أكثر من عامين.
وجاءت هذه التطورات في سياق تصاعد التوتر الإقليمي، خاصة بعد إعلان الجزائر نيتها اقتناء مقاتلات الجيل الخامس الروسية “سوخوي Su-57E”، ما دفع المغرب لإعادة تقييم الاعتماد على مقاتلات F-16V التي تعد أقل تقدماً من حيث التكنولوجيا والقدرات.
وبتأكيد الصفقة الجزائرية في فبراير 2025، اتجهت الموازين بشكل واضح نحو تعزيز التعاون مع فرنسا، خصوصاً مع الكشف الأخير عن أول رحلة لطائرة “سوخوي Su-34” الجزائرية، بعد انتظار دام سنوات.
تشير المعطيات إلى أن الصفقة المغربية المحتملة قد تشمل اقتناء ما بين 20 و30 مقاتلة من طراز رافال F4، إلى جانب إمكانية إدخال طائرات تزويد بالوقود جواً من نوع Airbus A330 MRTT، لتعويض الأسطول الحالي القديم المكون من طائرتي KC-130H من سبعينيات القرن الماضي.
ويُتوقع توقيع العقد خلال النصف الأول من عام 2026، على أن تبدأ عمليات التسليم بين عامي 2030 و2031، مما يشكل خطوة نوعية في تعزيز القدرات الجوية المغربية في ظل تحديات المنطقة.
