اقتصاد المغربالأخبار

صادرات الماندرين المغربية إلى ألمانيا تنمو 60% وتسجل أعلى إيرادات لها

بخطى هادئة لكن ثابتة، بدأت الحمضيات المغربية تحجز لنفسها مكانًا متقدّمًا داخل السوق الألمانية، في تحوّل لافت يؤشر على مرحلة جديدة في مسار الصادرات الفلاحية نحو أوروبا. موسم 2024–2025 لم يكن عادياً، إذ حمل معه أرقامًا غير مسبوقة للماندرين والكليمنتين، داخل سوق يُعد من الأكثر تنافسية وتشددًا من حيث معايير الجودة والتتبع البيئي.

وحسب معطيات حديثة لمنصة “إيست فروت” المتخصصة في تتبع تجارة الخضر والفواكه عالميًا، بلغت صادرات المغرب من الماندرين والكليمنتين إلى ألمانيا حوالي 8.200 طن خلال الفترة الممتدة من أكتوبر 2024 إلى شتنبر 2025، محققة مداخيل قاربت 12.1 مليون دولار.

هذا الأداء يمثل أعلى مستوى تسجله الحمضيات المغربية في هذا السوق، مع نمو بنحو 60 في المائة مقارنة بأفضل رقم سابق، وتجاوز غير مسبوق لحاجز 10 ملايين دولار من حيث العائدات.

ولسنوات طويلة، ظلت ألمانيا خارج دائرة الأسواق الرئيسية المستهدفة من طرف المصدرين المغاربة في قطاع الحمضيات.

غير أن الموسم الحالي غيّر هذا المعطى، بعدما ارتفعت حصة السوق الألمانية إلى 1.45 في المائة من إجمالي صادرات المغرب من الماندرين والكليمنتين، ما مكّنها من الصعود إلى المرتبة الحادية عشرة ضمن قائمة أكبر المستوردين، بعد أن كانت تمثل وجهة ثانوية في الاستراتيجية التصديرية.

ويمتد موسم تصدير الماندرين والكليمنتين المغربي عادة من أكتوبر إلى غاية نهاية الربيع، مع بلوغ الذروة ما بين دجنبر ومارس.

إلا أن موسم 2024–2025 تميز بزخم غير معتاد خارج هذه الفترة، إذ سجّل شهر يناير لوحده صادرات ناهزت 1.500 طن، قبل أن يستمر الأداء القوي خلال شهري أبريل وماي، في مؤشر على تحسن قدرات التخزين واللوجستيك، وتزايد ثقة المستورد الألماني في انتظام الإمدادات المغربية.

ورغم هيمنة مزودين تقليديين على السوق الألمانية، تتقدمهم إسبانيا بحصة تفوق 76 في المائة، تليها جنوب إفريقيا بنسبة 11 في المائة، ثم إيطاليا بنحو 4 في المائة، نجح المغرب في تعزيز موقعه بشكل ملموس.

فقد ارتفعت حصته من واردات ألمانيا إلى حوالي 2.5 في المائة، مقابل 1.3 في المائة فقط خلال الموسم الماضي، ما خوّله احتلال المرتبة الرابعة متقدّمًا على دول منافسة مثل تركيا واليونان.

ولا يقتصر هذا الحضور المتنامي على الحمضيات وحدها، إذ تكشف المعطيات ذاتها عن توسع ملحوظ للصادرات الفلاحية المغربية الأخرى نحو ألمانيا، خاصة الذرة الحلوة التي يُرتقب أن تحقق مستويات قياسية خلال السنة الجارية.

وهو ما يعكس، في المجمل، تحوّلًا نوعيًا في تموقع المنتوج المغربي داخل الأسواق الأوروبية، وقدرته على الجمع بين الجودة والتنافسية، رغم تشدد المعايير واحتدام المنافسة الدولية.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى