شركة نيكولا تتقدم بطلب للإفلاس بعد سلسلة من التحديات المالية والفضائح

تقدمت شركة نيكولا (Nikola Corp) بطلب للحماية من الإفلاس في خطوة تعكس الانحدار الكبير الذي شهدته الشركة خلال السنوات الماضية.

هذا التطور يأتي بعد فشل الشركة في تأمين تمويل إضافي أو العثور على مشترٍ للحفاظ على عملياتها. وقالت الشركة يوم الأربعاء إنها ستتابع عملية بيع مزاد لأصولها بعد موافقة المحكمة، مشيرة إلى أن لديها حوالي 47 مليون دولار نقدًا لتمويل إجراءات الإفلاس وتنفيذ عملية البيع والخروج من الفصل 11 لقانون الإفلاس الأمريكي.

على إثر هذا الإعلان، تراجع سهم الشركة بحوالي 50% بمجرد افتتاح السوق الأمريكية. وأكد الرئيس التنفيذي لشركة نيكولا، ستيف جيرسكي، أن الشركة تعرضت لتحديات سوقية واقتصادية جعلت من الصعب الاستمرار. وأضاف أن الإفلاس يمثل الخيار الأنسب في هذه الظروف.

إذا وافقت المحكمة على إجراءات المزايدة، سيتم السماح للأطراف المهتمة بتقديم عروض للاستحواذ على أصول نيكولا، التي ستكون خالية من الديون والالتزامات.

و يشكل هذا الإعلان نهاية رحلة طويلة من الانحدار لشركة نيكولا، التي كانت تُمثل في وقت من الأوقات واحدة من أبرز الشركات الناشئة في قطاع السيارات الكهربائية. ففي ذروتها عام 2020، بلغت قيمة الشركة 30 مليار دولار، وتفوقت على قيمة شركة فورد.

كما أبرمت صفقة بمليارات الدولارات مع جنرال موتورز. ولكن الشركة بدأت تشهد تراجعًا تدريجيًا بسبب فضائح وخداع تورط فيها مؤسسها، تريفور ميلتون، الذي أُدين في 2022 بتهم الاحتيال بعد تضليله للمستثمرين بشأن تقنيات نيكولا.

تم الكشف عن هذه الفضيحة لأول مرة من قبل شركة هيندنبورغ ريسيرش، التي فضحت التلاعبات التي كانت تحدث داخل الشركة، بما في ذلك عمليات غش تم الكشف عنها بعد صفقة التعاون مع جنرال موتورز.

تتمثل المنتجات الرئيسية لشركة نيكولا في الشاحنات الكهربائية بالكامل وشاحنات خلية وقود الهيدروجين. لكن على الرغم من بدء الإنتاج في 2022، لم تنتج الشركة سوى 600 شاحنة حتى الربع الثالث من العام الماضي، وقد تم سحب العديد منها بسبب عيوب تصنيع.

ومع تحول جيرسكي إلى الرئيس التنفيذي في 2023، سعت الشركة إلى الحفاظ على عملياتها رغم التحديات المالية المستمرة.

ومع ذلك، حذرت الشركة المستثمرين في تقريرها المالي للربع الثالث من 2024 بأنها لن تتمكن من الاستمرار بعد الربع الأول من 2025، بعد أن انتهت فترة السيولة المالية البالغة 198 مليون دولار.

يُذكر أن جيرسكي، الذي قاد الشركة إلى الاكتتاب العام في 2020 عبر شركته الخاصة للاستحواذ (SPAC)، شجع العديد من الشركات الناشئة في مجال السيارات الكهربائية على اتباع نفس النموذج.

ومع ذلك، فشلت معظم هذه الشركات، بما في ذلك نيكولا، في تحقيق التوقعات العالية، حيث واجهت العديد منها فضائح، تحقيقات فدرالية، وصراعات إدارية.

منذ ديسمبر 2024، كان سهم نيكولا يتداول بأقل من 2 دولار، وهو ما يعكس تدهورًا حادًا في قيمته مقارنةً بسعره المرتفع الذي بلغ حوالي 80 دولارًا في يونيو 2020.