شراكة استراتيجية لتطوير قطاع الزراعات الزيتية بالمغرب وتعزيز السيادة الغذائية

في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز قطاع الزراعات الزيتية بالمغرب، وقع المعهد الوطني للبحث الزراعي (INRA) والفدرالية البيمهنية للزراعات الزيتية (FOLEA) اتفاقية شراكة وتعاون، تحت إشراف وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، وذلك على هامش فعاليات المعرض الدولي للفلاحة بمكناس.
وأكدت لمياء غوتي، مديرة المعهد الوطني للبحث الزراعي، في تصريح صحفي أن هذه الاتفاقية تشكل جزءاً من سلسلة اتفاقيات ذات الأولوية تم توقيعها خلال المعرض.
وأضافت أن هذه الشراكة مع FOLEA تأتي في سياق دعم البحث العلمي الذي يخدم الفلاحين، ويساهم في مواجهة التحديات المرتبطة بالتغيرات المناخية.
وأوضحت غوتي أن الهدف الرئيس لهذه الشراكة يكمن في نقل التكنولوجيا الزراعية إلى الفلاحين المهتمين بزراعة النباتات الزيتية. يتضمن ذلك تطوير أصناف جديدة مقاومة للجفاف، وتقديم الدعم الفني والتقني في مسارات الزراعة، بالإضافة إلى تكوين العاملين في القطاع لتحقيق أفضل النتائج.
من جهته، صرح محمد البركة، رئيس الفدرالية البيمهنية للنباتات الزيتية (FOLEA)، أن توقيع هذه الاتفاقية يمثل نقطة تحول رئيسية في تطوير القطاع الزراعي، حيث أن البحث العلمي أصبح الأساس لأي تنمية مستدامة، لا سيما في ظل التحديات المناخية والاقتصادية التي يعاني منها القطاع الفلاحي.
وأضاف البركة أن الاتفاقية تهدف إلى تحقيق ربط مباشر بين البحث العلمي والتطبيق العملي، بحيث يتم تزويد الفلاحين بأصناف جديدة من البذور والزراعات الزيتية، التي تتكيف مع الظروف المناخية القاسية، مما يسهم في تعزيز الإنتاج المحلي وتقليص الاعتماد على الأسواق الخارجية.
وأشار البركة إلى أن المغرب يستورد أكثر من 98% من احتياجاته من الزيوت الخام، مما يعكس حجم التحدي في تطوير الإنتاج المحلي. وأكد على أن هذه الشراكة تهدف إلى تعزيز السيادة الغذائية في هذا القطاع عبر تحسين الإنتاج داخل الحقول وتطوير قدرات التخزين وزيادة التنوع في الزيوت والبذور المزروعة.
وفي ختام حديثه، شدد البركة على أن نجاح هذه الشراكة يعتمد بشكل كبير على التعاون المستمر مع الفلاحين، داعياً إلى إنشاء قنوات تواصل فعّالة لفهم احتياجاتهم الفعلية، وتكييف مخرجات البحث العلمي بما يتناسب مع واقعهم الزراعي، مع توفير الآليات اللازمة لتجربة وتبني الأصناف الجديدة في الحقول.
وخلال هذا اللقاء، تم توقيع اتفاقيتين إضافيتين بين المعهد الوطني للبحث الزراعي، الأولى مع الفدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن (FISA) لتعزيز البحث والتكوين في هذا المجال، والثانية مع الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان (ANDZOA)، بهدف تحسين أصناف النخيل والأركان وتقديم الدعم الفني والفائدة للمزارعين في المناطق الواحية.