سيكولوجية الفشل في سوق الأسهم: أهداف غير واقعية، عواطف متحكمة، ومرجعية خاطئة
![سيكولوجية الفشل في سوق الأسهم: أهداف غير واقعية، عواطف متحكمة، ومرجعية خاطئة 1 2ccdc18b 046f 4d78 b14e 71f8a8a1e445 Detafour](https://detafour.com/wp-content/uploads/2025/02/2ccdc18b-046f-4d78-b14e-71f8a8a1e445.png)
تعتبر الخطة بمثابة حجر الزاوية لتحقيق أي هدف، ولكنها غالبًا ما تفشل بسبب عدم واقعية الهدف أو عدم ملاءمة الوسائل المستخدمة لتحقيقه.
وفي سوق الأسهم، يتجلى الفشل في عدم قدرة المتداول على تحديد هدف واقعي، حيث يسعى البعض إلى تحقيق أرباح خيالية في فترة قصيرة، بينما يخشى البعض الآخر الخسارة بشكل مفرط.
ويعد اختيار الوسائل المناسبة لتحقيق الهدف أمرًا بالغ الأهمية، إذ يجب على المتداول امتلاك المعرفة الاقتصادية والمالية اللازمة لتقييم الشركات بشكل صحيح.
وما حدث مع سهم إنفيديا في يناير 2025، حيث فقدت الشركة 600 مليار دولار من قيمتها السوقية، ثم استعادت 150 مليار دولار في اليوم التالي، يوضح كيف تتأثر السوق بالعواطف والمعلومات المضللة.
فقد انخفض سعر السهم بسبب المخاوف المتعلقة بنموذج “ديب سيك” الصيني، ثم ارتفع بشكل غير مبرر بسبب الاعتقاد بأن السهم أصبح جذابًا بعد انخفاضه، أو بسبب معلومات غير موثوقة عن أن بيانات “ديب سيك” غير صحيحة.
إلا أن هذا الارتفاع لم يستمر طويلًا، حيث عاد السهم إلى الهبوط، مما يؤكد أن الارتفاع كان عارضًا وغير مبرر.
ويشير هذا إلى أن الخوف والطمع يلعبان دورًا كبيرًا في قرارات المتداولين، حيث يميل الكثيرون إلى استخدام عواطفهم في التداول بدلًا من التحليل المنطقي.
ويرى العديد من المتداولين القدامى أن أسهم الذكاء الاصطناعي لا تزال غير واضحة المعالم، حيث يحيط بها الكثير من المخاطر والتساؤلات.
ويعتبر الاعتقاد بتحقيق الربح السريع من الأخطاء الشائعة في سوق الأسهم، حيث يدفع هذا الطمع المتداولين إلى شراء الأسهم التي تشهد ارتفاعًا متواصلًا، مما يؤدي إلى تضخيم سعرها بشكل غير مبرر.
كما أن تحديد أهداف غير منطقية هو أحد أسباب الفشل في سوق الأسهم، حيث يطمح البعض إلى مضاعفة رأس مالهم في فترة قصيرة، متجاهلين المخاطر الكبيرة التي ينطوي عليها ذلك.
ويعتبر الاعتماد على التحليل الفني وحده دون النظر إلى المؤشرات الأخرى من الأخطاء الشائعة، حيث يجب على المتداول أن يكون على دراية بجميع المؤشرات وأن يفهم كيفية استخدامها بشكل صحيح.
ومن الأخطاء الشائعة أيضًا إلقاء اللوم على الآخرين في حالات الفشل، حيث يميل الكثيرون إلى إلقاء المسؤولية على كبار المتداولين أو المحللين أو الظروف الاقتصادية.
كما أن المرجعية الخاطئة في حساب الربح والخسارة يمكن أن تؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة، حيث يجب على المتداول أن يضع في اعتباره تكلفة الفرصة البديلة وأن لا ينظر إلى السعر الذي تم الشراء به كمرجعية.
ويرى العديد من المتداولين أن سوق الأسهم هي “لعبة صفرية”، مما يدفعهم إلى الاستمرار في المغامرة بأموالهم رغم تعدد المؤشرات على الخسارة.
وختامًا، يمكن القول أن الأخطاء الشائعة في سوق الأسهم غالبًا ما تكون ناتجة عن الجهل بأساسيات السوق والاقتصاد، مما يجعل المتداولين عرضة للعواطف التي تؤثر على قراراتهم وتؤدي إلى الفشل.