سيتي: تقليل المخاطر الأمريكية يفتح آفاقاً جديدة للأسواق الناشئة رغم التحديات الاقتصادية

يرى محللو سيتي أن تراجع شهية المخاطرة تجاه الأصول الأمريكية قد يوفر فرصة لانتعاش الأسواق الناشئة، رغم استمرار التحديات الاقتصادية الناجمة عن عدم اليقين التجاري وتباطؤ الصادرات.
في تقرير حديث عن توقعات اقتصاد الأسواق الناشئة، أوضح محللو البنك أن “التحول من تحرير التعريفات الجمركية إلى تخفيفها أثار موجة جديدة من المخاطر”، لكن البيئة الاقتصادية العامة ما زالت تواجه رياحاً معاكسة قوية.
وأشاروا إلى أن “مستوى الشكوك المرتفع والممتد قد يضعف الاستثمارات الرأسمالية المرتبطة بالتجارة”، خصوصاً مع استمرار التحقيقات الأمريكية بموجب المادة 232 والمخاطر الجمركية غير المحسومة بعد.
وأضاف سيتي أن الاتجاه العالمي الحالي نحو “تقليل التعرض للأصول الأمريكية” قد يستمر لفترة طويلة، مدعوماً بتحول في النظرة إلى الدولار الأمريكي، الذي قد يشهد تراجعاً في هيمنته خلال فترة رئاسية ثانية لترامب.
وبحسب المحللين، فإن تصاعد الاضطرابات السياسية في الولايات المتحدة وزيادة الرغبة في الحد من التعرض للتقلبات الأمريكية قد يقللان من جاذبية سندات الخزانة الأمريكية كملاذ آمن للمستثمرين.
ويرى سيتي أن هذا التراجع في الدولار الأمريكي، من الناحية النظرية، يمثل دعماً عاماً لأسواق الدول الناشئة.
لكن البنك يحذر في الوقت نفسه من أن “ارتفاع العملات الكبرى نتيجة تدفقات إعادة التموضع وتقليل مخاطر الدولار قد يمثل تحدياً إضافياً” للاقتصادات الآسيوية التي تعتمد بشكل كبير على التجارة، مثل تايلاند وسنغافورة وتايوان.
لتجنب ضغوط مالية إضافية، يعتقد سيتي أن “خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر” ربما سيكون ضرورياً، حتى لا يؤدي ارتفاع العملات إلى تشديد الأوضاع النقدية في هذه الأسواق.
من جهة أخرى، يلفت سيتي إلى تراجع ارتباط عوائد سندات الأسواق الناشئة لعشر سنوات مع منحنى العائد الأمريكي مؤخراً – بل تحول هذا الارتباط إلى سالب في بعض الحالات في آسيا وأمريكا اللاتينية.
ويضيف التقرير أن الأداء القوي لسندات الأسواق الناشئة مقارنة بسندات الخزانة الأمريكية، وخاصة في بلدان مثل البرازيل وجنوب أفريقيا وبيرو، يعزز جاذبيتها كبدائل لتنويع الاستثمارات بعيداً عن الدولار الأمريكي.