سوق المكاتب في أمريكا تشهد انكماشًا تاريخيًا مع تراجع المساحات المكتبية للمرة الأولى منذ ربع قرن

تمر سوق العقارات المكتبية في الولايات المتحدة بمرحلة انكماش غير مسبوقة، تمثل نقطة انعطاف حاسمة بعد سنوات من التحديات المتراكمة التي فاقمتها التحولات في بيئة العمل الحديثة.
لأول مرة منذ ما لا يقل عن ربع قرن، من المتوقع أن يتجاوز حجم المباني المكتبية التي سيتم هدمها أو تحويلها لاستخدامات أخرى حجم المكاتب الجديدة التي يتم تشييدها، بحسب بيانات شركة “سي بي آر إي” المتخصصة في الخدمات العقارية.
وتشير الأرقام إلى أن المعروض من المكاتب لم يعد في توسع، بل بدأ يتقلص، إذ تُزال من السوق مساحات تفوق تلك المضافة إليها. ففي 58 من أكبر الأسواق الأمريكية، تُقدّر المساحات التي ستُزال – سواء عبر الهدم أو إعادة الاستخدام – بحوالي 23.3 مليون قدم مربعة مع نهاية العام الجاري.
وفي المقابل، يتوقع أن ينتهي العمل على بناء 12.7 مليون قدم مربعة فقط في نفس الأسواق، ما يعني حدوث انكماش صافي في حجم المساحات المكتبية.
ويُعزى هذا التراجع في الطلب إلى التغير الجذري في أنماط العمل، لا سيما بعد انتشار ثقافة العمل عن بُعد منذ تفشي جائحة كورونا، ما أدى إلى انخفاض الحضور اليومي للموظفين في مقرات الشركات، ودفع المطورين والمستثمرين لإعادة تقييم جدوى المساحات المكتبية التقليدية.