شهدت أسواق العملات الرقمية واحدة من أقسى جلساتها منذ بداية 2025، إذ أدت التصفية الجماعية للعقود الممولة بالرافعة المالية إلى خسائر تقارب 1.65 مليار دولار خلال 24 ساعة، وفق بيانات CoinGlass.
وأسفرت هذه العملية عن فقدان أكثر من 357 ألف متداول لمراكزهم، في أكبر موجة تصفية طويلة هذا العام.
تحملت إيثريوم الجزء الأكبر من الخسائر، مع تصفيات تجاوزت 375 مليون دولار، في حين سجلت مراكز الشراء الطويلة على بيتكوين خسائر بقيمة 263 مليون دولار.
وهبط سعر بيتكوين إلى أدنى مستوى عند 111,500 دولار قبل أن يستعيد بعض التوازن قرب 113,000 دولار صباح الثلاثاء، مع بقاء القيمة السوقية عند أكثر من 2.2 تريليون دولار، أي بزيادة 21% منذ بداية العام رغم الانخفاض الأخير.
تأثرت أيضاً عملات مثل سولانا، ريبل، ودوج كوين بخسائر بمئات الملايين، نتيجة الاعتماد المكثف على الرافعة المالية، ما جعل أي انخفاض مفاجئ يطلق سلسلة من التصفية القسرية عبر المنصات.
و سجل عقد مبادلة BTC-USDT على منصة OKX أكبر عملية فردية للتصفية بقيمة 12.7 مليون دولار، مما يعكس المخاطر المرتبطة بالمراكز الضخمة والرافعة المالية المفرطة.
يرى محللون أن هذه التصفية تمثل تصحيحاً صحياً أكثر من كونها انهيارًا هيكليًا، إذ أزالت المراكز الضعيفة وأعادت ضبط السوق. وأوضح بول ثيوري، مؤسس شركة استشارات مالية، أن السوق كان يعاني من اختلال شديد بسبب الرافعة المالية الكبيرة، وأن العملية أعادت التوازن.
رافق الانخفاض السعري ارتفاع كبير في حجم التداول، إذ تجاوز حجم تداول بيتكوين 67 مليار دولار خلال 24 ساعة، بزيادة تفوق 110%. وتراجع مؤشر الخوف والطمع إلى 40 نقطة بعد فقدانه 8 نقاط دفعة واحدة، مما يعكس حالة القلق بين المستثمرين.
يرى لينه تران، محلل الأسواق في “XS”، أن التراجع الأخير شكل توقفًا ضروريًا لامتصاص موجة جني الأرباح وتخفيف مستويات الرافعة القصيرة، مما يمهد الطريق لاتجاه أكثر استدامة، مع اعتبار مستوى دعم 111 ألف دولار مفتاح المرحلة المقبلة.
و رغم الخسائر الكبيرة، يشير خبراء CoinGlass إلى أن السوق لا يزال يتمتع بإمكانات إيجابية للربع الأخير من العام، خصوصاً مع استمرار اهتمام المؤسسات بالأصول الرقمية. ويعتبر بعض المحللين أن هذه “الهزة” قد تمهد لانطلاقة جديدة بعد تنظيف السوق من المضاربات المبالغ فيها.
