سوق السيارات المستعملة في المغرب.. مخاطر متصاعدة والحاجة إلى رقابة مشددة

تشهد سوق السيارات المستعملة في المغرب أزمة ثقة متنامية، حيث أصبح المشترون يواجهون تحديات كبيرة ومخاطر متزايدة عند البحث عن سيارة. فمع الارتفاع الملحوظ في الأسعار، باتت حالات التلاعب بعدادات الكيلومترات أكثر انتشاراً، ما يحوّل عملية الشراء إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر، وفقاً لشهادات عدد من المتضررين.
ويشير هؤلاء إلى أنهم وقعوا في فخ اقتناء سيارات غير مطابقة للمواصفات المعلن عنها، الأمر الذي دفعهم لدفع مبالغ أعلى بكثير من قيمتها الفعلية في السوق.
ويزيد من تعقيد المشهد، استغلال بعض المستثمرين الأجانب، لا سيما الفرنسيين، لهذا الطلب المتزايد لإعادة بيع السيارات بأسعار تفوق قيمتها الحقيقية، ما يزيد من الضغط المالي على المشترين المحليين.
ويضيف الخبراء أن غياب سجل صيانة واضح ومعلومات دقيقة عن تاريخ الحوادث يزيد من احتمالية التعرض لمشكلات مستقبلية مكلفة. هذه المعضلات تجعل التقييم الفعلي لقيمة السيارة أمراً صعباً جداً على المشترين العاديين الذين يفتقرون للخبرة التقنية.
وبحسب متخصصي السيارات، يشكل شراء السيارات الجديدة حلاً أكثر أماناً، لما يوفره من ضمان مصنع موثوق، وتاريخ واضح للسيارة، وسعر محدد بدون مفاجآت. كما توفر السيارات الجديدة أحدث تقنيات السلامة والكفاءة في استهلاك الوقود، إلى جانب سهولة الحصول على خدمات الصيانة والدعم من الوكالات الرسمية.
وينصح الخبراء، قبل شراء أي سيارة مستعملة، بضرورة الاستعانة بميكانيكي محترف لفحص السيارة بشكل شامل، وعدم الاعتماد بتاتاً على المظهر الخارجي الجذاب فقط. كما يجب على المشترين مقارنة الأسعار في السوق لتحديد القيمة الحقيقية للسيارة، ومتابعة الإعلانات الرسمية أو الوكالات المعتمدة لتجنب عمليات الاحتيال التي تتم عبر القنوات غير الموثوقة.




