الاقتصادية

سوفت بنك يسرّع جمع 22.5 مليار دولار لدعم توسّع أوبن إيه آي

تسعى مجموعة سوفت بنك بقيادة الرئيس التنفيذي ماسايوشي سون إلى تأمين تمويل بقيمة 22.5 مليار دولار لصالح شركة أوبن إيه آي قبل نهاية عام 2025، عبر مزيج من الاستراتيجيات المالية، تشمل بيع بعض الاستثمارات، استخدام قروض الهامش المضمونة بحصصها في شركة الرقائق آرم هولدينغز، والسيولة الداخلية، وفق مصادر مطّلعة.

ويُعد هذا الاستثمار أحد أكبر رهانات سون حتى الآن، في إطار سعيه لتعزيز مكانة سوفت بنك في مجال الذكاء الاصطناعي. وفي سبيل تمويل الصفقة، باع سون حصة سوفت بنك البالغة 5.8 مليار دولار في إنفيديا الرائدة في رقائق الذكاء الاصطناعي، وتخلّى عن جزء من حصته في تي-موبايل أميركا بقيمة 4.8 مليار دولار، إلى جانب خفض عدد الموظفين في المجموعة.

كما أبطأ سون بشكل ملحوظ عمليات صندوق الرؤية التابع لسوفت بنك، بحيث أصبح أي استثمار يتجاوز 50 مليون دولار يتطلب موافقته الشخصية، بحسب مصدرين مطّلعين.

وفي خطوة أخرى لدعم السيولة، تعمل المجموعة على طرح مشغّل تطبيق المدفوعات “باي باي” للاكتتاب العام، والذي كان من المقرر إطلاقه في ديسمبر، لكنه تأجّل نتيجة الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي دام 43 يوماً. ومن المتوقع الآن أن يتم الطرح في الربع الأول من 2026، مع إمكانية جمع أكثر من 20 مليار دولار.

كما تخطط سوفت بنك لتسييل جزء من حصصها في ديدي غلوبال، منصة النقل التشاركي الصينية، والتي تعتزم إدراج أسهمها في بورصة هونغ كونغ بعد حملة تنظيمية أجبرتها على شطب أسهمها من السوق الأمريكية في 2021. وتتركز جهود مديري الاستثمارات في صندوق الرؤية حالياً على صفقة أوبن إيه آي.

وتكشف هذه الخطوات عن الضغوط المتزايدة التي تواجه حتى أكبر صانعي الصفقات عالميًا لتمويل مشاريع مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي التي تقدر قيمتها بمئات مليارات الدولارات.

ولدى سوفت بنك عدة مصادر للتمويل تشمل قروض الهامش، السيولة المتاحة، الحصص في شركات مدرجة، والسندات. وتأتي هذه الإجراءات في إطار التزام سون بدعم أوبن إيه آي، الذي تجاوز تقييمه مؤخرًا 300 مليار دولار، وتُجري الشركة محادثات لرفع التقييم إلى نحو 900 مليار دولار، ما يمنح سوفت بنك مكاسب دفترية كبيرة عند إتمام التمويل.

وفي نهاية سبتمبر، بلغت السيولة المتاحة على مستوى المجموعة نحو 27.16 مليار دولار، فيما لا تزال تمتلك حوالي 4% من تي-موبايل أميركا، ما يجعلها ثاني أكبر مساهم في الشركة بقيمة تقارب 11 مليار دولار.

بالرغم من تباطؤ وتيرة الاستثمار، واصلت سوفت بنك دعم شركات ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل سييرا وسكيلد إيه آي. وتسعى أوبن إيه آي وسوفت بنك ضمن مبادرة ستارغيت بقيمة 500 مليار دولار لبناء مراكز بيانات تدريب واستدلال للذكاء الاصطناعي، وهي مبادرة أساسية لطموحات الولايات المتحدة لمنافسة الصين.

ويستمر السباق لبناء مراكز البيانات، مما دفع شركات كبرى مثل ميتا إلى الاستثمار بكثافة في بنية تحتية تشمل رقائق، طاقة، تبريد، وخوادم، وسط مخاوف من مخاطر ارتفاع التكاليف وعدم تحقيق عوائد متوقعة، وهو ما يثير مخاوف من انفجار ما يُعرف بـ”فقاعة الذكاء الاصطناعي”.

وكانت سوفت بنك قد تعهّدت في أبريل 2025 باستثمار 30 مليار دولار في أوبن إيه آي، حصلت الشركة على 10 مليارات دولار على الفور، فيما ارتبطت الدفعات المتبقية بتحول الشركة إلى كيان ربحي، وهو هدف تحقق في أكتوبر.

ويأتي التمويل الجديد لتغطية تكاليف التدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي، مع تزايد المنافسة من غوغل (غيميني)، حيث أعلن الرئيس التنفيذي سام ألتمان عن مرحلة “الإنذار الأحمر” لتطوير تشات جي بي تي وتأجيل إطلاق منتجات أخرى لمواجهة المنافسة.

ووفقًا لألتمان، تخطط أوبن إيه آي لبناء 30 غيغاواط من القدرة الحاسوبية بتكلفة 1.4 تريليون دولار، مع هدف طويل المدى بإضافة 1 غيغاواط أسبوعياً، في مشروع ضخم يعكس حجم الاستثمارات المطلوبة لتوسيع تقنيات الذكاء الاصطناعي.

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى