سنوات التكوين تتبخر أمام أعين تقنيي الإسعاف في ظل قلة المناصب والتوزيع غير العادل

يواجه خريجو معاهد التكوين المهني في الميدان الصحي، وخاصة تقنيو الإسعاف، أزمة متفاقمة في المغرب بسبب قلة المناصب المالية المتاحة لاستيعاب أعدادهم المتزايدة.

فمنذ عام 2021، أصبح التوزيع “الضئيل” لهذه المناصب عبر مختلف جهات المملكة يشكل عائقًا حقيقيًا أمام تحقيق طموحاتهم المهنية، ويهدد مستقبلهم بشبح البطالة، رغم الكفاءات التي اكتسبوها خلال سنتين من التكوين المهني.

في الوقت الذي يبلغ عدد الخريجين سنويًا حوالي 200 تقني إسعاف من معاهد مختلفة في طنجة، وجدة، الرباط، الدار البيضاء، فاس، مراكش، أكادير، العيون، بالإضافة إلى معاهد أخرى غير تابعة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، فإن عدد المناصب المالية المتاحة للتوظيف لا يتجاوز 80 منصبًا في معظم الأحيان.

ويزيد الوضع تعقيدًا أن توزيع هذه المناصب عبر الجهات ليس متوازنًا، حيث خصصت بعض الجهات أعدادًا قليلة جدًا مقارنة بأخرى، مما يجعل هذا العدد الإجمالي غير كافٍ لاستيعاب الخريجين، الذين يقترب عددهم هذا العام من 300 تقني إسعاف.

ووفقًا للتنسيقية الوطنية لخريجي معاهد التكوين المهني في الميدان الصحي/ شعبة النقل والإسعاف الصحي، فقد أصدرت بيانًا استنكارياً طالبت فيه بزيادة عدد المناصب المالية على مستوى كل جهة، مشيرة إلى أن هذا التوزيع غير العادل للمناصب يعيق فرصة الحصول على العمل، ويزيد من نسبة البطالة في صفوف الخريجين.

كما دعت إلى تقليص عدد المتدربين المقبلين على التكوين أو حتى توقيف التكوين مؤقتًا لمواجهة الفائض في عدد الخريجين.

وأعربت التنسيقية عن استيائها الشديد من التهميش الذي تعاني منه هذه الفئة رغم اجتيازهم لمباريات كتابية وشفوية واكتسابهم تكوينًا نظريًا وعمليًا استمر لمدة سنتين.

وتساءلت عن مصير هؤلاء الشباب الذين يأملون في إيجاد وظائف مستقرة تسهم في سد الخصاص في مجال النقل والإسعاف الصحي، في وقت أصبح فيه التوظيف في هذا المجال بعيد المنال.

وأوضحت التنسيقية أن نتائج مباريات التوظيف التي جرت في مارس الماضي كانت مخيبة للآمال، حيث لم تتجاوز المناصب المالية في بعض الجهات الخمسة مناصب فقط، مما يعكس تفاقم الأزمة منذ عام 2021، حيث انخفض عدد المناصب المالية وتضاعفت معدلات البطالة في صفوف الخريجين.

وفي ظل هذا الواقع، يظل الأمل معلقًا على استجابة الجهات المعنية لمطالب التنسيقية من أجل إيجاد حلول عاجلة ومنصفة تضمن حق خريجي معاهد التكوين المهني في الميدان الصحي في الاندماج في سوق العمل، وتساهم في تطوير قطاع الصحة في المملكة.