ستراتيجي تتجه نحو الحذر المالي في سوق البيتكوين

اتخذت شركة ستراتيجي (MSTR)، المملوكة لمايكل سايلور، خطوة استراتيجية جديدة من خلال تعزيز احتياطياتها النقدية بشكل غير مسبوق، في مؤشر على تحول نحو نهج أكثر حذرًا في التعامل مع سوق البيتكوين.
ووفق بيانات حديثة، أنشأت الشركة احتياطيًا نقديًا بقيمة 1.44 مليار دولار، مصمم لتغطية التزاماتها لمدة 12 شهرًا على الأقل، مع خطة لتمديده حتى 24 شهرًا، ما يوفر هامش أمان مالي كبير.
يعكس هذا التحول تغييرًا جوهريًا عن سياسة الشركة السابقة التي كانت تعتمد على إصدار الأسهم والديون لتمويل عمليات شراء ضخمة للبيتكوين. اليوم، يتركز تركيز ستراتيجي على السيولة والمرونة والتحصين ضد المخاطر، بدلًا من التوسع المكثف في تراكم البيتكوين.
وتظهر بيانات الشراء هذا التغيير بوضوح، حيث انخفضت مشتريات الشركة من البيتكوين من 134 ألف عملة في نوفمبر 2024 إلى نحو 9,100 عملة في نوفمبر 2025، فيما لم تتجاوز مشتريات الشهر الحالي 135 عملة فقط، مؤشراً على توقف سياسة الشراء المكثف التي ميّزت الشركة في السنوات الماضية.
في الوقت نفسه، أطلقت منصة CryptoQuant تحذيرات بشأن مؤشرات هبوطية متزايدة في سوق البيتكوين، مع وصول مؤشر Bull Score إلى الصفر لأول مرة منذ يناير 2022.
وأشار خوليو مورينو، رئيس قسم الأبحاث، إلى أن السوق بدأ يظهر اتجاهًا هبوطيًا منذ أوائل نوفمبر، مع توقع تحرك البيتكوين في نطاق بين 70 ألفًا و55 ألف دولار خلال العام المقبل إذا استمر الضعف الحالي.
إلا أن المؤسسات البحثية ترى في نموذج “الاحتياطي المزدوج” الذي تتبعه ستراتيجي، والذي يجمع بين الدولار الأمريكي والبيتكوين، وسيلة لتعزيز استقرار الميزانية العمومية وتقليل مخاطر البيع القسري أثناء فترات الهبوط الحاد.
يعكس هذا التحول مرحلة جديدة من النضج المؤسسي في تعامل الشركات مع الأصول الرقمية، حيث لم يعد الهدف التراكم السريع فقط، بل إدارة المخاطر وحماية رأس المال في بيئة مالية عالمية تتسم بالغموض والتقلبات.
وتثبت خطوة ستراتيجي أن الحذر المالي أصبح أولوية في استراتيجيات الاستثمار بالبيتكوين، مؤكدًا أن الإدارة الذكية للمخاطر قد تصبح معيارًا جديدًا في الأسواق الرقمية.




