اقتصاد المغربالشركات

ستاندرد تشارترد تعود إلى أفريقيا بخطة توسعية طموحة تشمل المغرب

في تحول استراتيجي جديد، تستعد مجموعة “ستاندرد تشارترد” المصرفية لإطلاق مرحلة توسع نوعية في القارة الأفريقية، بعد سنوات من تقليص عملياتها في بعض الأسواق.

وتُولي المجموعة اهتماماً متزايداً بإفريقيا كمحور استراتيجي لنموها، خصوصاً في مجالي إدارة الثروات والخدمات المصرفية العابرة للحدود.

وفي مقابلة أُجريت بجوهانسبرغ، كشف كريس إيغبرينك، الرئيس التنفيذي لقطاع الخدمات المصرفية والتغطية في جنوب أفريقيا، أن المجموعة بصدد دراسة فرص للتوسع في بلدين أفريقيين على الأقل، من بينها المغرب.

وأوضح أن التجربة الناجحة في مصر، التي شملت تأسيس بنك متكامل، تُعد نموذجاً قابلاً للتكرار في أسواق أخرى داخل القارة.

وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، قامت “ستاندرد تشارترد”، التي تتخذ من لندن مقراً لها، بإعادة هيكلة عملياتها من خلال التخارج من أسواق اعتبرتها ذات عائد منخفض أو غير استراتيجية.

وشملت هذه العمليات دولاً مثل زيمبابوي، أنغولا، الكاميرون، غامبيا، سيراليون، الأردن، لبنان وتنزانيا، في حين يجري العمل حالياً على بيع وحداتها المصرفية للأفراد في بوتسوانا وأوغندا وزامبيا.

ورغم هذا التراجع الانتقائي، لم تتخل المجموعة عن القارة، بل تعيد رسم حضورها فيها بشكل أكثر تركيزاً وفاعلية.

فقد مثّل افتتاح فرعها في مصر، في يناير من العام الماضي، خطوة مفصلية في خطتها للتمركز في الأسواق ذات الطابع الإقليمي، مستفيدة من الموقع الجغرافي الحيوي لمصر كبوابة بين أفريقيا والشرق الأوسط.

أما في جنوب أفريقيا، فرغم التحديات السياسية والاقتصادية القائمة، أكد إيغبرينك أن البنك يحتفظ بميل واضح لتحمل المخاطر واستكشاف الفرص، في ظل استمرار الاهتمام الدولي بالمنطقة.

وقال: “لا يزال عملاؤنا من الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا يتطلعون لمعرفة: ما الذي يمكن فعله أيضاً في هذه الأسواق؟”

واعتبر أن انسحاب بعض البنوك العالمية الكبرى، مثل “سوسيتيه جنرال”، “بي إن بي باريبا”، و”إتش إس بي سي”، من القارة شكّل فرصة لتعزيز موقع “ستاندرد تشارترد”، الذي نجح في الاستفادة من هذا الفراغ وتحقيق نتائج إيجابية.

ويشهد البنك حالياً نشاطاً قوياً في قطاعات استراتيجية بجنوب أفريقيا تشمل المعادن والتعدين، البيع بالتجزئة للملابس، التصنيع، الإنشاءات، ومعالجة المياه، ما يؤكد تنوع محفظته الاستثمارية.

كما أشار إيغبرينك إلى تنامي اهتمام المستثمرين من منطقة الخليج، وتحديداً من دولة الإمارات العربية المتحدة، بالسوق الأفريقية، لافتاً إلى ارتفاع ملموس في صفقات الاندماج والاستحواذ القادمة من الشرق، وهو ما يعكس دينامية جديدة في تدفقات رأس المال نحو القارة.

بهذا التوجه الجديد، تسعى “ستاندرد تشارترد” لإعادة ترسيخ مكانتها كأحد الفاعلين الدوليين الرئيسيين في الساحة المالية الأفريقية، من خلال استراتيجية انتقائية ترتكز على الكفاءة، العمق الإقليمي، وتلبية طلب متزايد من العملاء العالميين الباحثين عن فرص في القارة السمراء.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى