زلزال الذكاء الاصطناعي يهز عرش السبعة العظماء في وول ستريت

وول ستريت لا تعرف الثبات؛ فالموجات الاقتصادية لا تختلف عن حركة المد والجزر، ترفع أسهمًا إلى القمة وتسحب أخرى إلى القاع.
بعد عقد من الهيمنة المطلقة لمجموعة “السبعة العظماء” كأيقونات للتكنولوجيا، يطلق صعود الذكاء الاصطناعي (AI) اليوم زلزالًا يهدد عرشها، مُبشرًا بميلاد جيل جديد من العمالقة يعيد رسم خارطة السوق بشكل جذري.
لعقد من الزمان، كانت مجموعة “السبعة العظماء”—التي تضم إنفيديا، مايكروسوفت، آبل، ميتا، تسلا، أمازون، وألفابت—هي الرمز الأبرز لسيطرة التكنولوجيا على الأسواق الأمريكية.
لكن مع انتقال الاهتمام إلى الذكاء الاصطناعي، بدأ هذا البريق يخفت لدى البعض.
بينما واصلت أسهم شركات مثل إنفيديا، ميتا، مايكروسوفت، وألفابت صعودها القوي، مُستفيدة بشكل مباشر من ثورة الذكاء الاصطناعي، تخلفت شركات أخرى مثل آبل، أمازون، وتسلا عن الركب.
هذا التباين يكشف عن فجوة جوهرية في مدى استعداد وقدرة هذه الشركات العملاقة على دمج أو قيادة التحول نحو حقبة الذكاء الاصطناعي.
لم تعد ثورة الذكاء الاصطناعي محصورة في أسوار شركات التكنولوجيا التقليدية الكبرى. فقد امتدت لتُسلط الضوء على أسماء كانت أقل مركزية، لتصبح اليوم قوى صاعدة قادرة على اقتناص الفرص في هذا السوق المزدهر.
من أبرز هذه الشركات نجد:
- أوراكل (Oracle): حقق سهمها قفزات بأكثر من 70% منذ بداية العام الجاري، مدعومًا بالنمو القوي لأعمالها في مجال الحوسبة السحابية المرتبطة بخدمات الذكاء الاصطناعي.
- بلانتير (Palantir): تفوق سهمها على مؤشر ناسداك 100، ليصبح الأفضل أداءً بارتفاع تجاوز 138%، وذلك بفضل الطلب المتزايد على برمجياتها المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي.
- برودكوم (Broadcom): أثبتت قدرتها على المنافسة لتصبح مرشحًا قويًا لإعادة تشكيل قوائم “العمالقة” الجديدة.
أمام هذا المشهد المتغير، سارع محللو وول ستريت إلى إعادة تعريف مجموعات القيادة في السوق. فبدلاً من “السبعة العظماء”، بدأت تظهر تشكيلات بديلة، تعكس واقع السوق الجديد:
- “الستة الكبار”: وهي مجموعات تستثني سهم تسلا من قائمة السبعة العظماء.
- “النخبة الثمانية”: تشكيلات تضمّن برودكوم إلى جانب السبعة العظماء.
- “العظماء العشرة”: حتى أن شركات مثل Cboe Global Markets أطلقت مؤشرات جديدة (مثل “العظماء العشرة”) لتشمل بجوار “السبعة العظماء” شركات صاعدة مثل برودكوم، بلانتير، و إيه إم دي (AMD)، في محاولة لتقديم مقياس أدق لواقع السوق.
تواجه كل من آبل وتسلا تحديات كبيرة تهدد مكانتهما التاريخية. تُنتقد صانعة آيفون لكونها مُتأخرة في سباق الذكاء الاصطناعي، في حين تعاني تسلا من منافسة وضغوط متزايدة في سوق السيارات الكهربائية.
هذه العوامل تثير شكوك المستثمرين حول قدرتهما على البقاء ضمن دائرة النخبة القيادية في العقد القادم.
في النهاية، يكرر التاريخ نفسه. فكما ازدهرت مجموعة “FAANG” (سابقًا) مع ثورة الهواتف الذكية والإنترنت، يبدو أن عصر “السبعة العظماء” يقترب من نهايته.
تُشير التوقعات إلى أن القائمة القادمة للشركات القيادية لن تقتصر على قطاع التكنولوجيا وحده، بل ستتوسع لتشمل قطاعات حيوية أخرى يُعتبر الذكاء الاصطناعي من أهم عملائها، مثل شركات البنية التحتية للطاقة والاتصالات وشركات شرائح الذاكرة المتخصصة.
يفتح الجيل الجديد من أسهم الذكاء الاصطناعي الباب أمام دورة جديدة من الشركات القيادية التي ستقوم على الأغلب بإعادة تشكيل ملامح الاقتصاد العالمي للعقود القادمة.