رويترز : خلاف واشنطن ومدريد يعزز الموقع الاستراتيجي للمغرب كبديل للقواعد الأمريكية

تصاعد التوتر بشكل حاد بين الولايات المتحدة وإسبانيا على خلفية ملف الإنفاق الدفاعي لحلف الناتو، حيث هدد الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية عقابية على مدريد، مما دفع بالمغرب ليبرز كخيار استراتيجي محتمل لاستضافة قواعد عسكرية أمريكية بديلة.
أعرب ترامب عن “استيائه الشديد” من إسبانيا، التي وصفها بأنها الدولة الوحيدة الرافضة للامتثال لهدف الإنفاق الدفاعي الجديد للحلف، والذي يطالب بزيادة الميزانية إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي. وهدد ترامب صراحة بـ”معاقبة” مدريد في حال استمرار رفضها.
في المقابل، رفضت الحكومة الإسبانية التهديدات الأمريكية بشكل قاطع. وأكدت مدريد أن النقاش حول الإنفاق الدفاعي يجب أن يرتكز على “الاستجابة للتهديدات الحقيقية” وليس مجرد زيادة الأرقام.
وأشارت الحكومة إلى سجلها التصاعدي في هذا الملف، موضحة أنها ضاعفت إنفاقها الدفاعي من 0.98% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2017 ليصل إلى 2% هذا العام، أي ما يعادل حوالي 32.7 مليار يورو (38 مليار دولار)، لتؤكد بذلك التزامها تجاه الحلف.
في ظل هذه الأزمة، لفت تقرير لوكالة “رويترز” الأمريكية إلى أن واشنطن قد تدرس بجدية نقل قواعدها البحرية والجوية الاستراتيجية من جنوب إسبانيا إلى المغرب. وتأتي هذه الخطوة في سياق البحث عن تأمين قواعد حيوية تطل على البحر الأبيض المتوسط في حال استمرار التوتر مع مدريد.
وأشارت الوكالة إلى أن فكرة نقل القواعد ليست جديدة، بل هي مقترح سبق أن طرحه روبرت غرينواي، المسؤول السابق في إدارة ترامب. وفي حال تحقق هذا السيناريو، توقع التقرير أن تتعرض الاقتصادات المحلية في إسبانيا لـ”ضرر كبير” نتيجة فقدان آلاف الوظائف غير المباشرة التي توفرها القواعد العسكرية الأمريكية.
ويبقى المغرب، بفضل موقعه الجغرافي الحيوي وعلاقاته الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، الخيار الأبرز لتأمين المصالح الدفاعية الأمريكية في المنطقة في حال تصاعد الخلاف مع إسبانيا إلى مرحلة تنفيذ التهديدات بالعقوبات ونقل المنشآت العسكرية.