روسيا تتهم الناتو بالتحضير لصراع واسع في بحر البلطيق

اتهمت روسيا حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالتحضير لـ “حصار شامل” للبلاد خلال التدريبات العسكرية الأخيرة في بحر البلطيق، مؤكدين أن التحالف يتهيأ لصراع محتمل مع موسكو.
وقال ألكسندر جروشكو، نائب وزير الخارجية الروسي، إن المناورات الأخيرة للناتو تضمنت سيناريوهات لإغلاق منطقة كالينينغراد، الجيب الروسي الاستراتيجي الواقع بين ليتوانيا وبولندا، مشيراً إلى “تدفق القوات والموارد” إلى المنطقة وعسكرة متزايدة في بحر البلطيق.
وأضاف سيرجي ناريشكين، رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، أن الحلف والاتحاد الأوروبي “يعملان على تعبئة الموارد العسكرية وتشكيل الرأي العام لتبرير الصراع”، مشيراً إلى تجهيز قوات الرد السريع التابعة للناتو بكل المعدات الضرورية وزيادة إنتاج المعدات العسكرية بشكل كبير، مع تدريبات مكثفة للتعبئة.
وتأتي هذه التصريحات في سياق سلسلة اتهامات روسية مستمرة ضد الناتو، الذي عزز إنفاقه العسكري وتوسع في تدريباته عقب الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا قبل نحو أربع سنوات.
ويشير الخبراء إلى أن روسيا تتجاهل أن تصعيد الناتو جاء ردًا على تهديد مباشر من موسكو، وأن التحالف حشد قواته في إطار الدفاع وليس العدوان.
ويضيف المراقبون أن تصريحات كبار المسؤولين الروس تثير القلق، بالنظر إلى التاريخ الطويل للكرملين في تمهيد المبررات قبل شن العمليات العسكرية، كما حدث قبل غزو أوكرانيا في فبراير 2022، حيث استُخدمت حجج حماية الناطقين بالروسية لتبرير “العملية العسكرية الخاصة”.
ويعتقد محللون أن الاتهامات الحالية قد تكون جزءًا من استراتيجية معلوماتية روسية لتهيئة الرأي العام الداخلي والخارجي، وربما تمهد لخطوات عسكرية أو تحركات سياسية مستقبلية ضد الناتو في منطقة بحر البلطيق.




