رئيس جمعية سوق السبائك في لندن يدعو لإحياء تداول العقود الآجلة للذهب
عاد سوق الذهب العالمي إلى دائرة الاهتمام مجددًا بعد تصريحات بيتر زولنر، رئيس جمعية سوق السبائك في لندن (LBMA)، الذي دعا إلى إعادة إطلاق تداول العقود الآجلة للذهب في العاصمة البريطانية، معتبرًا أن الوقت الحالي يمثل الفرصة الأنسب لإحياء هذا السوق في واحدة من أهم المراكز المالية في العالم، حيث تتجاوز قيمة تداول الذهب في لندن 35 تريليون دولار سنويًا.
وأوضح زولنر أن المحاولات السابقة لإطلاق عقود الذهب الآجلة في المملكة المتحدة لم تنجح لأنها جاءت في توقيت مبكر، بينما أصبحت الظروف الاقتصادية والتقنية اليوم أكثر ملاءمة لتحقيق النجاح، مؤكدًا أن وجود مراكز متعددة لتداول الذهب عالميًا سيساهم في تعزيز السيولة وتحسين كفاءة التسعير.
وأشار إلى أن القرار النهائي بشأن إطلاق السوق الجديدة سيُتخذ من قبل البورصات المعنية، موضحًا أن الجمعية تعمل على توسيع نشر بيانات الأسعار الفورية والمستقبلية بهدف تعزيز الشفافية وتوفير أدوات تحليلية أكثر دقة للمستثمرين.
ورغم أن لندن تعد المركز الأكبر لتداول سبائك الذهب المادية على مستوى العالم، إلا أنها تفتقر إلى سوق فعالة للعقود الآجلة، بعد أن فشلت محاولتان سابقتان لتأسيسها، الأولى في الثمانينيات والثانية في عام 2017، بسبب ضعف حجم التداول حينها.
وشدد زولنر على أن الحاجة إلى معيار مرجعي قوي لأسعار العقود الآجلة للذهب باتت ضرورية، في ظل ارتفاع الطلب العالمي على المعدن النفيس، واستمرار البنوك المركزية في تعزيز احتياطاتها من الذهب وسط اضطرابات الأسواق والتوترات التجارية.
واختتم بالقول إن الذهب لا يزال يمثل ركيزة أساسية للاستقرار المالي العالمي، رغم الانتقادات التي تصفه بالسوق التقليدية، مشيرًا إلى أن التطورات التقنية، مثل مفهوم “الذهب الرقمي”، قد تفتح آفاقًا جديدة أمام هذا السوق التاريخي، وتؤسس لمرحلة أكثر ابتكارًا وشفافية في تجارة المعدن الأصفر.
