ديب سيك الصينية تثير قلقاً في الأسواق المالية ولكن تأثيرها على “العظماء السبعة” محدود
أثارت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة “ديب سيك” (DeepSeek) موجة من القلق في الأسواق المالية هذا الأسبوع، إلا أن غالبية المستثمرين لا يتوقعون أن يكون لها تأثير كبير على أداء شركات التكنولوجيا الكبرى، وفقاً لاستطلاع جديد أجرته “بلومبرغ ماركتس لايف بالس” (Bloomberg Markets Live Pulse).
أظهر الاستطلاع الذي شمل 260 مشاركاً أن 88% من المشاركين يرون أن إطلاق أحدث نموذج لـ”ديب سيك”، والذي أسفر عن خسارة 784 مليار دولار من مؤشر “إس آند بي 500” يوم الاثنين الماضي، لن يكون له تأثير ملحوظ على أسهم الشركات الكبرى في الأسابيع القادمة.
و في المقابل، أشار 59% من المشاركين إلى أن السياسات الاقتصادية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب ستكون المحرك الرئيسي لتقلبات السوق هذا العام.
مع ارتفاع تركيز الأسهم الكبرى في مؤشر “إس آند بي 500” إلى أعلى مستوى له في أكثر من 20 عاماً، حذر العديد من المستثمرين من أن التقلبات في الشركات الكبيرة التي كانت المحرك الرئيس لارتفاع المؤشرات قد تؤثر على الأسواق بشكل أوسع.
وشهد يوم الاثنين الماضي موجة من البيع الحاد، كان أبرزها خسارة القيمة السوقية لشركة “إنفيديا” المفضلة لدى مستثمري الذكاء الاصطناعي بمقدار 589 مليار دولار، لتسجل بذلك أكبر خسارة يومية في تاريخ الشركات المدرجة.
لكن تأثير هذه الموجة على السوق بشكل عام كان محدوداً، حيث انخفض مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 1.5% فقط، ليعوض جزءاً من خسائره يوم الخميس بعد إعلان ترمب عن تهديدات جديدة بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك، ما أثر إيجابياً على الأسواق.
وفقاً لستيف سوسنيك، كبير الاستراتيجيين في “إنترأكتيف بروكرز”، فإنه من الصعب إزاحة “العظماء السبعة” من قمة السوق، نظراً للحواجز التنافسية الكبيرة التي بنوها حول أعمالهم.
ومع ذلك، أشار إلى أن موجة البيع التي شهدتها الأسواق هذا الأسبوع تبرز حقيقة أن حتى الشركات الأكثر ابتكاراً قد تكون عرضة للمنافسة. وقال سوسنيك: “عندما تحقق الشركات أرباحاً ضخمة، من الطبيعي أن يظهر منافسون يسعون للاستفادة من هذه المكاسب”.
أما بالنسبة لشركات التكنولوجيا الكبرى مثل “ميتا بلاتفورمز” و”مايكروسوفت”، فقد أعربت عن تفاؤلها بشأن مستقبلها في سباق الذكاء الاصطناعي.
وقال مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا”، إن عام 2025 سيكون “عاماً مهماً جداً” لاستراتيجية شركته في هذا المجال.
و في حين أكدت “مايكروسوفت” أن أعمالها في الحوسبة السحابية ستواصل النمو رغم التحديات التي تواجهها في بناء مراكز بيانات جديدة.
استجابةً لاستفسارات الاستطلاع، قال 63% من المشاركين إنهم لا يخططون لتغيير تعرضهم لمؤشر “إس آند بي 500” بناءً على ظهور “ديب سيك”.
كما اعتبر أكثر من نصف المشاركين أن الخسائر التي شهدها السوق في الأيام الأخيرة كانت مبالغاً فيها، خصوصاً مع التساؤلات حول كيفية تمكن “ديب سيك” من تطوير نموذج ذكاء اصطناعي بتكاليف أقل بكثير مقارنة بنماذج الشركات الأمريكية الرائدة.
مع استمرار التقلبات في أسواق التكنولوجيا، بدأ المستثمرون في البحث عن بدائل أخرى. فقد اختار 39% من المشاركين في الاستطلاع أسهم القيمة الأمريكية كملاذ استثماري، متفوقين على 23% ممن فضلوا سندات الخزانة الأمريكية و12% لجأوا إلى الدولار الأميركي.
و يُشار إلى أن أسهم القيمة، التي تشمل الشركات المالية والصناعية، تُعتبر عادة أكثر تأثراً بالتقلبات الاقتصادية، ما يجعلها خياراً محتملاً في أوقات الاضطراب.
بالرغم من المخاوف الأخيرة، يبقى المشاركون في الاستطلاع متفائلين بشأن مستقبل “إس آند بي 500″، حيث يتوقعون أن يصل المؤشر إلى 6,500 نقطة بنهاية العام، بزيادة قدرها 7.1% عن مستوى الإغلاق الأخير.
