دونالد ترامب يعلن عن إطلاق عملة مشفرة جديدة قبل ساعات من تنصيبه رئيسًا

في إعلان نشره عبر شبكته الاجتماعية “تروث سوشال” ومنصة “إكس”، كشف ترامب عن هذه العملة الرقمية التي وصفها بأنها “عملة ميم”، وهي نوع من العملات المشفرة التي ترتكز على الظواهر أو الشخصيات الشعبية التي تحظى بشعبية على الإنترنت.

ويأتي هذا الإعلان في وقت يشهد فيه سوق العملات الرقمية تغييرات كبيرة، خاصة بعد إعلان ترامب عن دعمه للأصول الرقمية.

ويواصل سوق العملات الرقمية تحقيق مكاسب ملحوظة، حيث سجلت عملة البيتكوين ارتفاعًا قياسيًا، حيث تتداول الآن فوق مستوى 100 ألف دولار.

ومع إطلاق “دولار ترامب”، يثار تساؤل حول تأثير هذه العملة الجديدة على هيمنة البيتكوين في سوق العملات الرقمية.

و في ظل المكاسب القوية التي حققتها البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى في الفترة الأخيرة، يبدو أن العالم الرقمي قد يشهد منافسة جديدة مع دخول “دولار ترامب” إلى الساحة.

وقد شهدت العملة الرقمية الجديدة ارتفاعًا مفاجئًا في قيمتها، حيث تضاعف سعرها عدة مرات منذ إطلاقها، ليصل إلى أكثر من 70 دولارًا، فيما بلغ حجم التداول حوالي 24 مليار دولار.

ولكن يبقى التساؤل قائمًا حول مدى قدرتها على منافسة البيتكوين، التي لا تزال تحافظ على موقعها كأكبر وأهم عملة رقمية في السوق. عملات الميم، مثل “دولار ترامب”، غالبًا ما تكون عرضة لتقلبات كبيرة في الأسعار، ما يجعلها أكثر عرضة لانهيار قيمتها بعد فترة من الارتفاع.

ويمكننا الاستشهاد بحالة “فتاة هوك توا”، التي انخفضت قيمتها بنسبة 95% بعد فترة قصيرة من إطلاقها، ما أدى إلى انخفاض قيمتها السوقية من 500 مليون دولار إلى 25 مليون دولار.

و من الجدير بالذكر أن الطبيعة المضاربية للعملات المشفرة تثير قلقًا من حدوث فقاعة مالية، حيث يمكن أن تؤدي التأييدات السياسية والدعم الكبير إلى تضخيم الأسعار بشكل يتجاوز قيمها الحقيقية، مما يعرض المستثمرين للمخاطر.

وقد أبدت “لاريسا ياروفايا”، أستاذة في كلية ساوثهامبتون للأعمال، مخاوفها من أن التأييد السياسي القوي للعملات المشفرة قد يؤدي إلى انهيار السوق في المستقبل.

وقالت: “إذا تغاضت لجنة الأوراق المالية والبورصات عن تلك العملات في عام 2025، فقد ينتهي الأمر بالمستهلكين إلى خسائر مالية فادحة، خاصة عندما تنفجر فقاعة أخرى للعملات الميم”.

يأمل بعض المستثمرين في أن تؤدي إدارة ترامب إلى تعزيز سوق العملات المشفرة، خصوصًا في ظل توجهات إدارة الرئيس بايدن التي حاولت تقليص نشاطات شركات التشفير بسبب قضايا تتعلق بالاحتيال وغسل الأموال. ووفقًا للتقارير، تبرعت شركات التشفير الكبرى بحوالي 10 ملايين دولار لصندوق تنصيب ترامب.

وفي تصريحات له، أكد ترامب أنه ينوي تحويل الولايات المتحدة إلى “عاصمة العملات المشفرة في العالم”، مع خطة لإنشاء احتياطي استراتيجي من البيتكوين مشابه لاحتياطي النفط، ما أثار حماس المستثمرين في هذا المجال.

ورغم زيادة اهتمام المستثمرين، تبقى عملة البيتكوين تهيمن على السوق بفضل قيمتها السوقية الضخمة وشبكتها الواسعة، بينما لا يزال مصير “دولار ترامب” غير مؤكد في ظل التحديات التي تواجهها عملات الميم.

بينما تتطور المنافسة في عالم العملات الرقمية، تبقى البيتكوين العملة الأبرز والأكثر استقرارًا، لكن ظهور عملة ترامب المشفرة يفتح الباب أمام المزيد من الابتكارات والتحديات. سيكون من المهم متابعة كيف ستؤثر هذه العملات الجديدة على مستقبل سوق العملات الرقمية وكيف ستواجه الهيمنة المستمرة للبيتكوين.