دراسة : خارطة الطريق السياحية للمغرب تفتقر إلى الاستدامة والتنافسية

أظهرت دراسة حديثة نُشرت في المجلة الدولية للبحوث في الاقتصاد والمالية لعام 2025، أن خارطة الطريق السياحية للمغرب 2023-2026، على الرغم من طموحاتها الكبيرة، لا تلبي التحديات المتزايدة المرتبطة بالاستدامة والتنافسية قبيل استضافة كأس العالم لكرة القدم 2030.
الدراسة التي أعدها الباحثان حكيم الأخلفي وأمينة بومعيز من جامعة محمد الخامس بالرباط، أظهرت أن “الرؤية السياحية الحالية للمغرب تعاني من قصور في مجالات حيوية مثل البنية التحتية الرقمية، والصحة والنظافة، والحوكمة التنظيمية مقارنة بدول مثل إسبانيا والبرتغال”.
وخلص الباحثان إلى أن خارطة الطريق تعتبر بمثابة “دليل تنفيذي” أكثر من كونها استراتيجية شاملة، رغم الأهداف الطموحة التي تتضمن جذب 17.5 مليون سائح، خلق 200 ألف فرصة عمل مباشرة، وتحقيق مداخيل سياحية تتجاوز 120 مليار درهم سنوياً.
باستخدام النمذجة الاقتصادية الديناميكية (GMM)، أظهرت الدراسة أن العوامل الرئيسية التي تؤثر على تدفق السياح إلى المغرب تتضمن البنية التحتية للنقل الجوي، والموارد الثقافية، والموارد البشرية، والبنية التحتية الرقمية، والتشريعات التنظيمية.
كما حذرت الدراسة من “ضعف دمج معايير الصحة والنظافة في التخطيط السياحي الوطني”، مشيرة إلى أن هذا النقص قد يشكل عائقاً أمام التنافسية العالمية للمغرب في قطاع السياحة، مقارنة بالدول المتقدمة في هذا المجال.
وأوصت الدراسة بتطوير سياسة سياحية مستقبلية تأخذ في الاعتبار مجموعة من العوامل الأساسية مثل الاستدامة، البنية التحتية للنقل الجوي، الموارد الطبيعية والثقافية، البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والسياسات الصحية والنظافة، بالإضافة إلى تحسين التشريعات التنظيمية.
وفي سياق المقارنة، أشار الباحثان إلى أن إسبانيا والبرتغال قد أطلقتا استراتيجيات سياحية طويلة الأمد ترتكز على الاستدامة والتحول الرقمي. إسبانيا أطلقت استراتيجيتها للسياحة المستدامة في 2023، فيما وضعت البرتغال خطة تفاعلية تمتد حتى 2030، وركزت على الابتكار والبيئة.
وشددت الدراسة على أن المغرب يجب أن يعمل على “إعادة صياغة سياسته السياحية نحو نموذج شامل يدمج التحول الرقمي، وتعزيز الحكامة الرشيدة، ورفع مستوى السلامة الصحية”، وهو ما يتيح له الاستفادة من فرصة استضافة كأس العالم 2030 في تحسين القطاع السياحي وتحقيق تنمية شاملة.
وفي الختام، أكد الباحثان أن “السياحة يمكن أن تصبح قوة ناعمة حقيقية للمغرب إذا تم توجيه السياسات نحو تنويع المنتجات السياحية، وتحسين جودة الخدمات، وتحقيق التوازن بين الجاذبية الاقتصادية وحماية الموارد الطبيعية والثقافية”.