دراسة: “صنع في المغرب” لم تعد كافية وحدها.. المستهلك يطلب الجودة أولاً

كشفت دراسة حديثة، أعدها مكتب دراسات السوق “Insights House”، عن تفاؤل واسع تجاه المنتجات المغربية، حيث يحمل 61% من المغاربة انطباعاً إيجابياً عنها، لا سيما في صفوف الشباب دون الثلاثين عاماً.
ويؤكد 92% من المستجوبين أن عبارة “صُنع في المغرب” تُعد ميزة للمنتج بشكل عام، كما يحمل 61% منهم انطباعاً “جيداً جداً” عن العلامات التجارية المحلية.
على الرغم من هذا الانطباع الإيجابي، أشارت الدراسة إلى مفارقة لافتة، وهي أن أكثر من 95% من المستجوبين لم يعتبروا “مغربية العلامة التجارية” معياراً أساسياً في اتخاذ قرار الشراء.
فبينما يرى المستهلكون أن الأصل المغربي ميزة، لم يذكره سوى 3% إلى 5% كعامل رئيسي للاختيار مقارنة بالمنتجات المستوردة.
ويُفسر الباحثون هذه النتيجة الإيجابية بارتفاع مستوى التنافسية للعلامات التجارية المغربية، التي باتت ترتكز على معايير الاختيار الحقيقية كـ الجودة، والمذاق، والسعر.
وبحسب الدراسة، لم تعد المنتجات الوطنية بحاجة إلى التعويل على هويتها لتعويض أي نقص، بل أصبحت أكثر من مجرد منتجات محلية، وتستند إلى قاعدة متينة من المصداقية.
يُظهر الشباب المغربي، وتحديداً الفئة العمرية أقل من 30 عاماً، تحولاً جذرياً في نظرتهم، حيث كسروا قاعدة “المستورد هو الأفضل”. ويقيم هؤلاء الشباب العلامات المغربية بناءً على جودتها وليس فقط على مصدرها.
وتوضح الدراسة أن أهمية الأصل المغربي للعلامة تختلف باختلاف فئة المنتج؛ ففي بعض المنتجات تكون رافعة بديهية وواضحة (مثل زيت الزيتون والتمور)، بينما تتطلب إثبات الجودة في فئات أخرى كالأجبان ومستحضرات التجميل.
كما سلطت الدراسة الضوء على أن الحس الوطني يعتبر رافعة قوية لكنها ظرفية وليست دائمة. ويكون تأثيره أكبر خلال الفترات ذات الشحنة العاطفية القوية، مثل المسابقات الرياضية الكبرى (كأس العالم أو كأس إفريقيا) والظروف الجيوسياسية الخاصة أو حملات المقاطعة.
وللاستفادة الكاملة من عامل “المغربية”، نصحت الدراسة المنتجين بعدم التعويل عليه بشكل كلي. وبدلاً من ذلك، دعتهم إلى:
إظهار التفوق في العوامل الموضوعية: كالابتكار والجودة والمذاق، واستخدام الهوية الوطنية كـ “مُضخّم للقيمة” وليس كحجة أساسية، حيث إنها تقوي العلامة الموثوقة ولا تعوض نقصاً في جودة المنتج.
تكييف توظيف عنصر المغربية حسب فئة المنتجات، مع التركيز على إثبات الجودة في الفئات الأخرى.
استثمار القرب الجغرافي والثقافي كرافعة تنافسية، من خلال فهم أدق لاحتياجات المستهلك وسرعة الاستجابة لها.
تفعيل الحس الوطني في الأوقات المناسبة، مثل لحظات الفخر الوطني والأحداث الرياضية.
وخلص البحث إلى أن عبارة “صنع في المغرب” لا تحسم دائماً قرار الشراء، لكنها قادرة على تقوية الأفضلية وتكون فعالة عندما تتوفر الجودة، وتكون فئة المنتج مناسبة، وتكون العلامة قد بنت مصداقيتها مسبقاً، ويكون السياق العاطفي محفزاً.




