دراسة : المغاربة يستهلكون السكر 4 مرات أكثر من المسموح صحياً

كشف الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، عن معطيات مثيرة للقلق بخصوص مرض السكري في المغرب، مؤكداً أن ما يقارب 3 ملايين مغربي مصابون بالمرض، نصفهم تقريباً (49%) يجهلون إصابتهم.
وأوضح أن “المغربي يستهلك السكر يومياً بمعدل يفوق أربع مرات ما توصي به منظمة الصحة العالمية”، داعياً الدولة إلى توفير الكشف المبكر والعلاج بالمجان.
وأضاف حمضي أن أكثر من 10% من البالغين مصابون بالسكري من النوع الثاني، فيما يتراوح عدد الأطفال المصابين بالسكري من النوع الأول بين 25 و27 ألف طفل.
الأخطر، بحسبه، أن نحو 1.4 مليون شخص يعيشون مع المرض دون علمهم، ما يجعل التدخل المبكر أمراً حيوياً لتفادي المضاعفات الخطيرة.
تقرير صادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول السلوكات الإدمانية أشار إلى أن المغرب يُعد من أكثر البلدان استهلاكاً للسكر عالمياً. كما أظهر تقرير آخر أن استهلاك المغاربة من السكر يصل إلى 1.2 مليون طن سنوياً، أي ما يعادل 35 كيلوغراماً للفرد.
وحسب التوصيات الصحية، فإن المعدل الآمن للاستهلاك اليومي لا يتجاوز 30 إلى 60 غراماً، أي ما يعادل من 6 إلى 12 ملعقة صغيرة.
غير أن المغاربة يستهلكون حوالي 100 غرام يومياً، وهو مستوى مثير للقلق خصوصاً إذا علمنا أن الأمراض غير المعدية (مثل السكري وأمراض القلب) تمثل 80% من أسباب الوفاة في المغرب، منها 37% وفيات مبكرة، مقارنة مع 71% على المستوى العالمي.
تاريخياً، كان دعم السكر جزءاً من السياسات العمومية، لكن الملك الراحل الحسن الثاني ألغاه في مرحلة معينة للحد من الاستهلاك وحماية الصحة العمومية، إضافة إلى تقليص الضغط على الميزانية. غير أن هذا الدعم أعيد خلال فترة حكومة إدريس جطو، ما جعل السكر سلعة رخيصة وسهلة المنال.
هذه السياسة شجعت على الاستهلاك المفرط، وأسهمت بشكل غير مباشر في تفاقم أمراض السكري والقلب بين المغاربة. ورغم النوايا الحسنة، فإن الدولة وجدت نفسها دون قصد تموّل أزمة صحية تهدد حياة الملايين.
أمام هذه الأرقام المقلقة، يبرز السؤال: هل آن الأوان لإعادة النظر في دعم السكر وتوجيهه نحو برامج صحية وتوعوية تحمي المواطنين من المخاطر الصامتة؟
الخبراء يرون أن التدخل بات ملحاً، ليس فقط عبر السياسات العمومية، بل أيضاً عبر نشر ثقافة غذائية صحية تضع حداً لإدمان السكر الذي يفتك بصحة المغاربة.




