خط بحري جديد يعيد الربط بين أكادير وقادس بعد عقد من التوقف

يستعد ميناء خليج قادس الإسباني لإعادة إطلاق خط بحري منتظم يربطه بميناء أكادير المغربي، في خطوة مرتقبة بين أكتوبر ونونبر 2025، بعد أكثر من عشر سنوات من التوقف.
هذه المبادرة تمثل تطوراً استراتيجياً في العلاقات البحرية بين المغرب وإسبانيا، وتعكس إرادة قوية لإحياء تبادلات بحرية ظلت مجمدة منذ 2014.
وبحسب وسائل إعلام إسبانية، جرت المفاوضات لإحياء هذا الخط البحري في أجواء من السرية والحرص، ما يدل على جدية إدارة الميناء الإسباني في تعزيز هذا الربط الحيوي، الذي كانت قد أنهته أزمة إفلاس الشركة السابقة المشغّلة للمسار.
الربط البحري بين قادس وأكادير لا يقتصر على كونه جسراً بين ميناءين فقط، بل يحمل آفاقاً أوسع لتوسيع هذا الخط جنوباً نحو موانئ إفريقية مثل داكار أو أبيدجان، وشمالاً نحو المملكة المتحدة أو مرافئ شمال أوروبا. هذا التوجه يعزز من طموح قادس للتحول إلى محور لوجستي رئيسي للبضائع الإفريقية المتجهة إلى القارة الأوروبية.
منذ توقف الخط قبل أكثر من عقد، عمل ميناء قادس بإصرار على استعادة هذا الاتصال، من خلال مشاركة منتظمة في المنتديات والمعارض المتخصصة، إلى جانب إرسال بعثات تجارية لتعزيز التعاون، كان من أبرزها زيارة وفد رسمي إلى أكادير في نوفمبر 2024.
وقد ساهمت هذه التحركات في بناء شراكات جديدة مع مؤسسات وشركات مغربية وإسبانية، بما يعكس رغبة متبادلة في إعادة تفعيل هذا المسار البحري لما له من تأثير اقتصادي وتجاري كبير.
يمثل هذا المشروع خطوة ملموسة نحو تعميق التكامل بين ضفتي المتوسط، وفتح آفاق جديدة لتدفق السلع والخدمات، بما يعزز من دينامية المبادلات التجارية ويدعم التنمية الاقتصادية في كلا البلدين والمنطقة الأورومتوسطية بشكل عام.