خبير اقتصادي يوضح سبب تباين ارتفاع عوائد السندات الأمريكية وتأثيرها على الدولار

أكد أولريش لوختمن، رئيس قسم أبحاث العملات والسلع في بنك كوميرز، أن ارتفاع عوائد السندات الحكومية الأمريكية الحالي يختلف جذريًا عن الارتفاعات السابقة بسبب تغير العلاقة التقليدية بين عوائد السندات وقوة الدولار الأمريكي.

في السابق، كان ارتفاع عوائد السندات يقترن عادةً بقوة الدولار، والعكس صحيح، حيث يعكس ذلك تحسنًا في الاقتصاد الأمريكي وجاذبيته للاستثمار. ولكن اليوم، هذه العلاقة لم تعد قائمة، مما يجعل طبيعة الارتفاع الحالية مختلفة تمامًا.

وشرح لوختمن أن عوائد سندات الخزانة قد ترتفع لسببين رئيسيين: الأول هو تحسن الآفاق الاقتصادية الأمريكية مع توقعات بأرباح قوية للشركات، ما يدفع الحكومة لرفع العوائد لجذب رؤوس الأموال، وهذا عادة ما يؤدي إلى ارتفاع الدولار.

أما السبب الثاني فهو زيادة طلب المستثمرين على علاوة مخاطرة أعلى قبل ضخ أموالهم في الأسواق الأمريكية بسبب مخاوف من الاستقرار المالي أو السياسي، وهنا يميل الدولار إلى التراجع لأن المستثمرين يطالبون بتعويض أكبر عن المخاطر.

واختتم لوختمن تحليله بالقول: “نحن حالياً نشهد السيناريو الثاني لارتفاع عوائد السندات، وربما توجد تفسيرات أخرى، ولكن حتى تظهر تفسيرات أكثر إقناعًا، فإن هذا هو الأقرب للواقع، وهو ما يفسر حالة التوتر التي يمر بها السوق رغم أن مدى الارتفاع لا يزال محدودًا حتى الآن.”