خبراء يحذرون: 60% من معاملات التجارة الإلكترونية تتم في القطاع غير المنظم

احتضنت مدينة الدار البيضاء، يوم الثلاثاء، الدورة السادسة من “يوم المستهلك المغربي” التي تنظمها مجلة “كونسو نيوز” سنوياً، وركزت هذه النسخة على موضوع التجارة الإلكترونية وحماية المعطيات الشخصية، في ظل النمو المتسارع لهذا القطاع في العصر الرقمي.
شهد الحدث مشاركة واسعة من خبراء، ومسؤولين حكوميين، حقوقيين، وممثلين عن المجتمع المدني وشركات رائدة في المجال.
جاء اختيار موضوع هذه الدورة بشكل طبيعي، نظراً للتأثير الكبير الذي أحدثته التحولات الرقمية على سلوكيات المستهلكين، وما صاحبه من تحديات جديدة تتعلق بأمن البيانات والاحتيال الإلكتروني، وفقاً لما أوضحه نبيل توفيق، مؤسس مجلة “كونسو نيوز”، في تصريحاته على هامش افتتاح الفعالية.
وأكد توفيق أهمية إعادة وضع المستهلك في قلب الحوار العمومي في عالم أصبحت فيه المعاملات التجارية والمالية رقمية ومتسارعة.
تم تخصيص الجزء الأول من الفعالية لمناقشة الأطر القانونية والتنظيمية التي تحكم التجارة الإلكترونية بالمغرب، حيث شارك ممثلون عن وزارة الصناعة والتجارة، جمعيات حماية المستهلك، وخبراء قانونيون متخصصون.
و تم استعراض القوانين المعمول بها مثل القانون 09-08 واللائحة العامة لحماية المعطيات الشخصية (RGPD)، بالإضافة إلى مناقشة مسؤوليات المنصات الرقمية وواجبات التجار الإلكترونيين، وآليات مكافحة الجرائم الإلكترونية، والدور الحاسم لصوت المستهلك في تطوير هذه التشريعات.
و في الفقرة الثانية، استعرض ممثلو شركات مغربية رائدة تجاربهم في مجال حماية البيانات الرقمية، مقدّمين شرحاً للتقنيات المستخدمة مثل التشفير، تقنية البلوك تشين، وأساليب المصادقة القوية.
و قدمت الجلسة الصباحية معطيات كمية تشير إلى تصاعد المشاكل في مجال التجارة الإلكترونية، حيث سجّل ارتفاع في شكاوى المستهلكين بنسبة 30% سنوياً، منها أكثر من 60% مرتبطة بقطاع غير منظم. كما أظهرت الإحصائيات أن 60% إلى 80% من المعاملات تتم بالدفع عند التسليم، في حين أن 70% من هذه العمليات تتم عبر الهاتف المحمول.
وعلاوة على ذلك، يواجه حوالي 45% من السكان في المناطق القروية وشبه الحضرية تحديات تتعلق بالبنية التحتية، الولوج للإنترنت، وحماية البيانات.
تأكد النقاش خلال اليوم على التزام المغرب بتطوير إطار قانوني وتنظيمي يشجع التجارة الإلكترونية الآمنة، بدعم من وزارة الصناعة والتجارة التي تلعب دوراً محورياً في هذه الدينامية الوطنية.
واختتم المشاركون الفعالية بالتأكيد على ضرورة تعزيز ثقة المستهلك المغربي في المنظومة الرقمية لضمان نمو مستدام ومطمئن لهذا القطاع الحيوي.