خام الحديد يحافظ على مكاسبه رغم تصاعد التوترات الجيوسياسية وضغوط القطاع الصناعي

ارتفعت عقود خام الحديد إلى نحو 707 يوان للطن يوم الجمعة، متذبذبة قرب أعلى مستوياتها في ثلاثة أسابيع، وسط حالة من الحذر في الأسواق نتيجة التوترات الجيوسياسية وتزايد الغموض في المشهد التجاري العالمي.
ورغم التصعيد الكبير في الشرق الأوسط، حافظت أسعار الخام على قوتها النسبية. فقد نفذت إسرائيل ضربة جوية استباقية استهدفت منشآت نووية إيرانية، ما دفع طهران إلى الرد بهجمات بطائرات بدون طيار، مثيرة بذلك مخاوف من صراع إقليمي مفتوح قد يؤثر على سلاسل الإمداد العالمية والطلب الصناعي.
في الوقت ذاته، ألقى الغموض المحيط بالسياسات التجارية الأمريكية بثقله على آفاق السوق، حيث أعاد الرئيس دونالد ترامب تأكيد نيته في فرض تعريفات جمركية أحادية الجانب بهدف دفع شركاء الولايات المتحدة إلى توقيع اتفاقيات تجارية جديدة بشروط أكثر تشددًا.
على الصعيد الصناعي، أطلقت جمعية الحديد والصلب الصينية تحذيرات من تفاقم حرب الأسعار في قطاع السيارات الكهربائية، حيث تزداد الضغوط على منتجي الصلب مع مطالبة شركات تصنيع السيارات بخفض أسعار الألواح الفولاذية المستخدمة في المركبات، مما يهدد هوامش الأرباح ويضعف الطلب على خام الحديد كمادة أولية.
ورغم هذه التحديات المتداخلة، يُظهر السوق قدرة خام الحديد على الصمود في وجه الاضطرابات، مدعومًا بتوازنات العرض والطلب على المدى القريب، لكن حالة الترقب تبقى سائدة في ظل استمرار عوامل عدم اليقين العالمية.