حين تصبح أحلام الموظفين أولوية.. قصة نجاح برنامج Dream Trust في المكسيك
في قلب هيرموسيو بالمكسيك، لا يركز كريغ هاندلي، مؤسس شركة “ليسين تراست” (ListenTrust)، على توظيف الأشخاص لتغطية الوظائف فقط، بل يسعى لمنح كل موظف فرصة لمتابعة أحلامه الشخصية والمهنية، حتى لو قرر بعضهم الرحيل لاحقًا.
يشرح هاندلي بفكاهة: “في اليوم الأول، نخبرهم أننا نوظفهم وندربهم… ليس لتبقى معهم الشركة، بل لكي يسعوا وراء أحلامهم. لم يحلم أحد في عمر العاشرة بأن يرتدي سماعة رأس ويرد على مكالمات العملاء. حلمي أنا هو بناء مركز اتصالات عالمي، لكن ليس حلمهم.”
قبل نحو 12 عامًا، بدأ هاندلي مشروعه من قبو منزل حماته، بظروف مالية صعبة ورؤية واضحة لما يريد تحقيقه. اليوم، يدير مركز اتصالات يضم حوالي 1000 موظف، ويجمع بين شغفه بالأعمال والموسيقى، حيث يعمل ككاتب أغانٍ ومنتج موسيقي.
في خطوة غير تقليدية لتعزيز رفاهية فريقه، أطلق هاندلي برنامج “Dream Trust”، الذي يهدف إلى مساعدة الموظفين على تحديد أهدافهم الشخصية والمهنية، وتزويدهم بالأدوات اللازمة لتحقيقها.
يشمل البرنامج دورات في مجالات متنوعة، من تصميم المواقع إلى إدارة الديون، ويستفيد منه غالبية الموظفين الذين يتحدثون لغتين.
استلهم هاندلي فكرة البرنامج من كتاب “The Dream Manager” لماثيو كيلي وجلسات LifeBook التحفيزية لجون بوتشر، إضافة إلى تجربته الشخصية في الانطلاق من الصفر. تخصص الشركة نحو 3000 دولار شهريًا لتمويل البرنامج، مع وجود مدرب بدوام كامل لمتابعة التقدم اليومي لكل موظف.
تتراوح أهداف الموظفين بين فتح حساب بنكي لأول مرة، إطلاق مشروع شخصي، أو توفير جهاز كمبيوتر لطفل قبل بدء العام الدراسي. حتى الآن، تمكن البرنامج من تحقيق أكثر من 50 حلمًا، تشمل شراء منزل، والتغلب على الإدمان، وغيرها من الإنجازات الملهمة.
يخطط هاندلي لتوسيع ميزانية البرنامج لتشمل مغامرات استثنائية مثل القفز بالمظلات والغوص، مستفيدًا من شغفه بالمغامرة، حيث سبح مع أسماك القرش البيضاء في جنوب إفريقيا، وقاد دراجة ثلجية فوق بركان نشط في آيسلندا، وسار في الأدغال الماليزية.
يشير هاندلي إلى أن البرنامج ساعد على زيادة رضا الموظفين وخفض معدل دورانهم من 24% إلى 4%. ويضيف: “ندفع رواتب جيدة، لكن الأهم أن يكون الموظفون منخرطين حقًا في ما نقوم به، ويهتموا ببرنامج Dream Trust، ويعملوا على تحقيق أحلامهم.”
ويأمل هاندلي أن تلهم فكرة Dream Trust شركات أخرى، مؤكدًا أن دعم الموظفين في متابعة أحلامهم يمكن أن يترك أثرًا إيجابيًا مضاعفًا على المجتمع وسوق العمل.
