تسعى الأجندة الاقتصادية للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” إلى تقليص أسعار الطاقة عن طريق تعزيز الاعتماد على الوقود الأحفوري. في هذا السياق، تفضل الإدارة الأمريكية الابتعاد عن الطاقة المتجددة، معتبرة إياها غير فعالة مقارنة بالوقود الأحفوري.
مع ذلك، قد تكون تقنيات تخزين الكهرباء هي الحل الذي يساعد واشنطن على تحقيق أهدافها الطاقية.
في مؤتمر أسبوع الطاقة السنوي الذي نظمته “إس آند بي جلوبال”، أشار وزير الطاقة الأمريكي “كريس رايت” إلى أن تقنيات طاقة الرياح والطاقة الشمسية، إلى جانب أنظمة تخزين الكهرباء، تواجه صعوبات تتعلق بكفاءة الإنتاج وتكاليفها العالية. واعتبر أن الاعتماد على الغاز الطبيعي يعد أكثر فعالية في هذا الصدد.
من خلال تبني أنظمة بطاريات تخزين الكهرباء، يمكن للولايات المتحدة تعزيز استقرار أسعار الطاقة محليًا، وتحسين إمدادات الشبكات الكهربائية.
يسمح هذا النظام بتخزين فائض الإنتاج في أوقات انخفاض الاستهلاك، ثم إعادة ضخ الكهرباء في الشبكات خلال ذروة الطلب، ما يساهم في تحقيق توازن أفضل بين العرض والطلب.
تلعب تقنيات تخزين الكهرباء دورًا أساسيًا في ضمان أمن الطاقة في الولايات المتحدة. فهي توفر إمدادات احتياطية للحالات الطارئة، وتضمن استمرارية تزويد البنية التحتية الرئيسية بالطاقة في الظروف الحرجة.
كما أن الاستثمار في هذه التقنيات يعزز من مكانة الولايات المتحدة في قطاع الطاقة، ويساعد في الحفاظ على تنافسيتها في سباق الطاقة المتجددة.
في الوقت الراهن، تهيمن الصين على سوق بطاريات الليثيوم، حيث تُعتبر بطاريات الليثيوم الصينية هي الأكثر تقدمًا في السوق. وتستحوذ الصين وأستراليا وتشيلي على 90% من إنتاج المعدن المستخدم في هذه البطاريات.
وبناءً على ذلك، من المهم أن تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز مشاركتها في هذا المجال عبر توسيع المشروعات وتحفيز البحث والتطوير المحلي.
على الرغم من أن الولايات المتحدة تحتل المرتبة الثانية عالميًا من حيث السعة المتاحة لتخزين الكهرباء بعد الصين، فإنها تتخلف عن بعض الدول الناشئة في معدل النمو المتوقع للسعة التخزينية خلال العامين القادمين. ومن المتوقع أن تضيف أمريكا حوالي 18.2 جيجاواط/ساعة من طاقة التخزين بحلول عام 2025.
لمواجهة الهيمنة الصينية على سوق بطاريات الليثيوم، تعمل شركات مبتكرة على تطوير تقنيات جديدة لتخزين الكهرباء. على سبيل المثال، قامت شركة “إنرجي فالوت” السويسرية بابتكار أنظمة تعتمد على رفع صخور ثقيلة إلى مستويات عالية باستخدام فائض الكهرباء، ثم إعادة إسقاطها لتوليد الكهرباء بواسطة مولدات حركية.
من جانبها، طورت شركة “كويدنت إنرجي” الأمريكية نظامًا مبتكرًا لتخزين الطاقة الحرارية الأرضية، عبر ضخ المياه في طبقات الصخور عالية الضغط، ثم استخدامها لتوليد الكهرباء عند الحاجة من خلال توربينات.
يمكن للولايات المتحدة تحقيق أهدافها الطاقية والحفاظ على استقرار الإمدادات والأسعار المحلية من خلال الابتكار في تقنيات تخزين الكهرباء.
هذه الحلول تساعد في تجاوز التحديات المتعلقة بمصادر الطاقة المتجددة، وتسمح لها باللحاق بالدول الرائدة في هذا المجال دون التخلي عن طموحاتها في الحفاظ على قوة هيمنتها في قطاع الطاقة.
