جيل زد يغير قواعد اللعبة في الأسواق المالية.. ثورة رقمية واستثمارية للشباب
مع تزايد تقلبات الأسواق العالمية وتصاعد المخاطر الاقتصادية، برز جيل “زد” كقوة مالية ناشئة تعيد تشكيل قواعد الاستثمار.
لم يعد الاستثمار مقتصرًا على تقليد المسارات القديمة، بل تحول إلى تجربة يومية قائمة على العقلية الرقمية، السرعة، والمغامرة المالية، معتمدًا على التطبيقات المالية والهواتف الذكية كأدوات أساسية لإدارة المال.
الجيل الجديد لم يقتصر على متابعة الأسهم التقليدية، بل أوجد أسلوبًا استثماريًا يعتمد على الأصول الرقمية، ولا سيما العملات المشفرة، مع سعي واضح لتحقيق أرباح سريعة حتى على حساب حماية رأس المال.
تقرير مؤسسة “تشارلز شواب” يشير إلى أن جيل “زد” يعيد تعريف أدوات التداول ومستوى المخاطر المقبولة، مع اعتماد متزايد على التداولات السريعة والمرنة رغم تقلباتها الكبيرة.
يمتاز جيل “زد” بالبدء المبكر في الاستثمار، بمتوسط عمر 19 عامًا، مقارنة بالجيل “الميلينيال” (25 عامًا) وجيل “إكس” (32 عامًا) وجيل “البومرز” (35 عامًا). وفي الولايات المتحدة، يمتلك 56% من شباب جيل “زد” استثماراتهم الأولى، بينما في الصين يشكل الاستثمار جزءًا رئيسيًا من الخطط المالية لدى أكثر من 90% من الشباب الجامعيين بين 22 و32 عامًا.
سهولة الوصول للتطبيقات الرقمية جعلت التداول متاحًا للجميع، إذ أن أكثر من 94% من جيل “زد” و”ألفا” يستخدمون الهواتف الذكية للتداول فقط، مع اعتماد متزايد على “يوتيوب” و”تيك توك” كمصادر أساسية للمعلومات المالية، مبتعدين عن الاستشارات التقليدية.
يميل هذا الجيل إلى الأصول عالية المخاطر، مع تركيز خاص على العملات المشفرة بنسبة 55%، مقارنة بالأسهم الفردية 41% وصناديق الاستثمار 35%، وفق بيانات هيئة تنظيم الصناعة المالية الأمريكية لعام 2024.
الهدف الرئيسي هو تنمية رأس المال، ما دفع بعض المستثمرين الشباب ذوي الثروات العالية لتخصيص 17% من محافظهم للأصول البديلة مقابل 5% فقط للأجيال الأكبر سنًا.
التداول اليومي والمضاربة بالهامش أصبح شائعًا بين الشباب، حيث يفحص 40% من جيل “زد” و”الميلينيال” محافظهم يوميًا. وفي الهند، يعتمد 60% من المستثمرين الشباب على محتوى وسائل التواصل لاتخاذ قراراتهم المالية، ما ساهم في زيادة عدد المستثمرين إلى أكثر من 120 مليون بحلول 2023، مع تأثير واضح على مضاعفات الأرباح للشركات الهندية.
جيل “زد” يعتمد على التحليل الفني والسلوكي السريع، مستفيدًا من منشورات المؤثرين والفيديوهات القصيرة، مع ميل للتفاعل اللحظي مع الأسواق الرقمية والتقليدية عبر تطبيق واحد.
استخدام الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات الاستثمارية أدى إلى ظهور خسائر متوسطة تقارب 500 دولار لكل مستثمر من طلاب المدارس الثانوية، ما يبرز أهمية الوعي المالي حتى مع توفر التكنولوجيا الحديثة.
تأثير جيل “زد” وجيل “ألفا” على الأسواق المالية يتنامى باستمرار، مع ميل متزايد نحو التداول قصير المدى والمغامرة العالية. ومع هذه التحولات، يظل التحليل الدقيق للأسهم وأساسياتها ضرورة حيوية للمستثمرين لتجنب الانجراف وراء تقلبات السوق اللحظية والحفاظ على استراتيجيات استثمارية مستدامة.
