جولة حساسة لرئيس إنفيديا في الصين وسط قيود أميركية وضغوط سياسية متزايدة

يستعد الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جينسن هوانغ، لعقد مؤتمر صحفي في العاصمة الصينية بكين في 16 يوليو الجاري، في إطار زيارة رسمية تُعد الثانية له إلى الصين منذ أبريل الماضي، حيث سبق أن شدد على أهمية السوق الصينية لنمو شركته.
وتأتي هذه الزيارة في وقت بالغ الحساسية، إذ تخضع إنفيديا منذ عام 2022 لقيود أميركية صارمة تمنعها من تصدير أكثر رقائقها تطورًا إلى الصين، بسبب مخاوف تتعلق بإمكانية استخدام تلك التكنولوجيا في التطبيقات العسكرية.
وقد فُرض في وقت سابق من هذا العام حظر على تصدير رقائق “H20” للذكاء الاصطناعي، وهي أقوى ما كان متاحًا لإنفيديا للبيع في السوق الصينية.
ويحظى تحرك هوانغ بمتابعة دقيقة من كل من واشنطن وبكين. ففي رسالة مشتركة موقّعة يوم الجمعة، طلب عضوان من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ الأميركي من هوانغ تجنّب عقد لقاءات مع شركات صينية ترتبط بمؤسسات عسكرية أو استخباراتية، أو تلك الخاضعة للقيود التصديرية الأمريكية.
رغم القيود، لا تزال الشركات الصينية، بما في ذلك عمالقة التكنولوجيا مثل هواوي، تُظهر اهتمامًا كبيرًا بشراء رقائق إنفيديا، خصوصًا بسبب تفوق منصة الحوسبة الخاصة بالشركة والمعروفة باسم “CUDA”، التي لا تزال تحتكر الريادة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
في المقابل، تواجه إنفيديا منافسة متصاعدة من شركات محلية صينية بدأت تطوير بدائل متقدمة لوحدات معالجة الرسوميات (GPU)، لكنها لم تتمكن بعد من الوصول إلى أداء إنفيديا أو قدرتها على دعم منظومات برمجية متكاملة.
و بحسب التقرير السنوي الأخير للشركة، ساهمت السوق الصينية بنحو 17 مليار دولار من إيرادات إنفيديا خلال العام المالي المنتهي في 26 يناير، ما يُمثل 13% من إجمالي مبيعات الشركة. وقد وصف هوانغ الصين مرارًا بأنها سوق أساسية في استراتيجية النمو العالمية لإنفيديا.
وتأتي زيارة هوانغ بعد أيام من تجاوز القيمة السوقية للشركة حاجز 4 تريليونات دولار، لترسخ مكانتها كأحد أبرز اللاعبين في سباق السيطرة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وهو سباق لم يعد اقتصاديًا فقط، بل جيوسياسيًا بامتياز.