جامعة الأخوين..ثلاثة عقود من الريادة في التعليم العالي بالمغرب وتطلعات مستقبلية واعدة

احتفلت جامعة الأخوين بإفران، التي تأسست عام 1993 بظهير ملكي من الملك الراحل الحسن الثاني، بمرور ثلاثين سنة على تأسيسها، خلال ندوة صحافية عقدت الأربعاء بالرباط.
وقد استعرضت الجامعة خلال هذه المناسبة مسيرتها في تطوير التعليم العالي بالمغرب، معتمدة على النموذج الأمريكي الأنغلوساكسوني الفريد في المملكة.
في الندوة، قدّم كل من أمين بنسعيد، رئيس الجامعة، وعبد اللطيف الجواهري، رئيس مجلس الأمناء، بيانات حول حصيلة الخطة الاستراتيجية الخماسية (2020-2025)، مشيرين إلى نتائج إيجابية ومشجعة، وأداء جيد يتوقع استمراره خلال السنوات القادمة.
أكد أمين بنسعيد أن مرور ثلاثين عامًا يعكس مرحلة جديدة تنسجم مع رؤية الملك الراحل الحسن الثاني وتوجيهات الملك محمد السادس في تطوير جودة التعليم العالي بالمغرب.
وأوضح أن الجامعة شكلت “مختبرًا حيًا” يضع الطالب في مركز العملية التعليمية، بهدف تخريج “مواطنين عالميين” عبر نموذج تربوي قائم على “الفنون الحرة والعلوم” بالأسلوب الأمريكي، يُدرس بالكامل باللغة الإنجليزية، ويحرص على أعلى معايير الاعتماد الأكاديمي الدولية.
وأشار بنسعيد بفخر إلى حصول الجامعة منذ 2017 على اعتماد هيئة New England Commission of Higher Education (NECHE)، ذات السمعة العالمية نفسها التي تحظى بها جامعات مثل هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وتم تجديد هذا الاعتماد في 2023 لعشر سنوات إضافية، ما يعكس التزام الجامعة المستمر بالتميز الأكاديمي.
ردًا على سؤال حول توجهات الجامعة المستقبلية، كشف بنسعيد عن خطط إطلاق تخصصات جديدة ابتداء من 2026، منها هندسة الأمن السيبراني وبرامج ماستر متخصصة في تحليل الأعمال باستخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة.
وأضاف أن الجامعة تواكب التحولات السريعة في التكنولوجيا وتحديات مثل تغير المناخ والأمن السيبراني.
وأشار أيضًا إلى مساهمة الجامعة في تجهيز الكفاءات اللازمة لدعم المشاريع الكبرى التي تستضيفها المملكة، مثل الاستعداد لكأس العالم 2030، عبر تقديم برامج تعليمية وتدريبية متخصصة في قطاعات السياحة والنقل والتكنولوجيا والرقمنة.
بدوره، قدم عبد اللطيف الجواهري، رئيس مجلس الأمناء، معطيات عن نجاح المخطط الاستراتيجي 2020-2025، مشيرًا إلى أن 84% من خريجي الجامعة الذين بحثوا عن عمل حصلوا على عروض قبل إنهاء دراستهم في 2024.
ولفت إلى أن نسبة الطالبات بلغت 54%، مما يعكس ثقة متزايدة من الأسر المغربية، وأن 48% من الطلبة هم من “الجيل الأول” في أسرهم الذين يلتحقون بالتعليم الجامعي، مع استفادة 55% منهم من منح دراسية تستند على الاستحقاق والحاجة.
كما أكد الجواهري على تنوع هيئة التدريس، إذ يشكل الأساتذة الدوليون 44% من الطاقم الأكاديمي، وشدد على تطوير الحرم الجامعي وتوسيع مرافقه لتواكب تطلعات الخطة الاستراتيجية.
وأشار إلى أن أكثر من 8 آلاف خريج من الجامعة يشكلون تجسيدًا لرؤيتها من خلال مساهماتهم في مختلف القطاعات داخل المغرب وخارجه، مع التأكيد على دور مركز الأخوين المجتمعي في أزرو الذي يعمل في مجالات محو الأمية والتمكين الاقتصادي والتنمية الاجتماعية.
واختتم الجواهري حديثه بالتأكيد على أن هذه الإنجازات ما كانت لتتحقق لولا الدعم المتواصل لمجلس إدارة الجامعة، الذي يحرص على ضمان جودة التعليم واستمرارية أثر الجامعة في المجتمع.