تويوتا تدرس تصنيع الجيل القادم من “راف 4” في الولايات المتحدة لمواجهة التحديات الجمركية

تدرس شركة تويوتا اليابانية إمكانية تصنيع الجيل الجديد من سيارتها الرياضية متعددة الاستخدامات “راف 4” داخل الولايات المتحدة، في خطوة تعكس التغيرات العميقة في مشهد التصنيع العالمي، وسط تصاعد التوترات التجارية وفرض رسوم جمركية جديدة.
وكشفت مصادر مطلعة لوكالة رويترز أن الشركة تراجع خططها السابقة التي كانت تقضي بتصدير الطراز من كندا واليابان، وتفكر حالياً في توسيع عملياتها الإنتاجية في ولاية كنتاكي الأميركية، استجابة للتحديات الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتشمل رسومًا بنسبة 25% على السيارات المستوردة.
وتُعتبر “راف 4” من أنجح طرازات تويوتا في السوق الأميركية، بل وتصدّرت العام الماضي المبيعات متفوقة على شاحنة فورد إف-150 التي طالما كانت على رأس القائمة، وفقًا لبيانات JATO Dynamics، حيث تجاوزت مبيعات هذا الطراز 475 ألف وحدة، ما يمثل حوالي 20% من مبيعات تويوتا في الولايات المتحدة.
التحول المحتمل في خطة الإنتاج لا يأتي بسهولة، إذ يتطلب استثمارات ضخمة لتجهيز خطوط الإنتاج ونقل التكنولوجيا. ورغم أن الشركة لم تعلن رسميًا عن قرارها النهائي، إلا أن المصادر تشير إلى أن التصنيع في كنتاكي قد يبدأ بحلول عام 2027، دون التأثير على الإنتاج القائم في مصانع كندا.
تويوتا، التي تُنتج “راف 4” حاليًا في اليابان وكندا وكنتاكي، تمتلك شبكة واسعة من المصانع في الولايات المتحدة تشمل 11 منشأة، ويُقدّر إنتاجها المحلي بأكثر من 1.3 مليون سيارة سنويًا، وهو ما يتجاوز نصف مبيعاتها في السوق الأميركية.
ورغم تحفظ الشركة في التصريح بشأن هذه الخطة، واكتفائها بالقول إنها “تراجع بشكل دائم استراتيجياتها التصنيعية بما يخدم العملاء ويعزز الاستقرار الوظيفي”، إلا أن هذه الخطوة تتماشى مع تحركات مماثلة لشركات يابانية أخرى مثل نيسان وهوندا، حيث بدأت هذه الشركات بإعادة هيكلة مواقع الإنتاج لتفادي الرسوم الجمركية وضمان استمرارية التوريد.
فقد أعلنت نيسان عن تخفيض إنتاج أحد طرازاتها في اليابان بنحو 13 ألف سيارة، فيما قررت هوندا نقل تصنيع طراز معين من المكسيك إلى ولاية إنديانا الأميركية.
وتواكب هذه التحولات تحركات دبلوماسية يابانية حثيثة، إذ يواصل كبير مفاوضي التجارة اليابانيين، ريوسي أكازاوا، محادثاته مع إدارة ترامب، وسط مؤشرات إيجابية عن “تقدم كبير” في التفاوض.
وتعكس هذه التطورات التزام اليابان بالحفاظ على مصالحها الاقتصادية، لا سيما وأن تويوتا وحدها قد استثمرت حوالي 50 مليار دولار في الولايات المتحدة حتى الآن، ما يجعل من هذا التحول الاستراتيجي خطوة مدروسة ضمن إطار شراكة طويلة الأمد بين طوكيو وواشنطن.