الاقتصادية

توقعات قاتمة…أسعار النفط مهددة بالانزلاق إلى 50 دولاراً بحلول 2026

تتوقع مؤسسة كابيتال إيكونوميكس أن تواجه أسواق النفط ضغوطاً هابطة قوية خلال العامين المقبلين، في ظل التزام تحالف أوبك+ بخطته لإلغاء التخفيضات الطوعية في الإنتاج.

وتشير التقديرات إلى أن خام برنت قد يتراجع إلى 60 دولاراً للبرميل بنهاية 2025، ليواصل انخفاضه نحو 50 دولاراً مع نهاية 2026، وهي مستويات أدنى بكثير من متوسط توقعات المحللين العالميين.

و بحسب المذكرة البحثية التي وقعها حمد حسين، خبير اقتصاد المناخ والسلع، فإن التفاؤل الذي تبديه أوبك+ بشأن متانة السوق قد يكون في غير محله، إذ “من المرجح أن يتضح تدريجياً أن السوق غير قادر على استيعاب الإمدادات الإضافية بالأسعار الحالية”.

التحالف أنهى بالفعل المرحلة الأولى من تقليص التخفيضات البالغة 2.2 مليون برميل يومياً، ويستعد لإضافة 137 ألف برميل يومياً أخرى في أكتوبر ضمن المرحلة الثانية.

في الوقت نفسه، يتداول خام برنت حالياً عند 66.5 دولار للبرميل بعد تعافٍ محدود، مدعوماً بزيادة تدريجية في الإمدادات وأجواء جيوسياسية مرتبطة بالعقوبات المحتملة على روسيا.

يبقى الطلب الصيني أحد أبرز عوامل القلق. فقد ارتفعت مخزونات النفط الخام في الصين بمعدل 1.5 مليون برميل يومياً بين مارس ويوليو، وسط تحديات هيكلية تشمل تباطؤ النشاط الاقتصادي وتوسع سوق السيارات الكهربائية، وهو ما يقلل من قدرة الصين على دفع الطلب العالمي في المستقبل.

كما أن الطلب الموسمي القوي الذي دعم السوق في الربع الثالث لن يستمر مع دخول فصل الشتاء.

و يشير التقرير أيضاً إلى أن الرياض، التي تحملت العبء الأكبر من التخفيضات السابقة، قد تكون أكثر ميلاً لزيادة الإنتاج لتعويض تراجع الإيرادات الناتج عن انخفاض الأسعار، خاصة مع التزامات مالية ضخمة على المدى المتوسط.

في المقابل، يظل الغموض يكتنف الطاقة الإنتاجية الفعلية لبعض أعضاء أوبك+، خصوصاً روسيا، التي قد تكون قدرتها على زيادة الإنتاج محدودة بسبب نقص الاستثمارات.

تتوقع كابيتال إيكونوميكس أن يواصل التحالف زيادة الإنتاج تدريجياً بدلاً من اتخاذ خطوات حادة، لكن هذه الزيادات ستضغط أكثر على الأسعار، مع ترجيحات بظهور فائض كبير في المعروض خلال الربع الرابع من 2025.

وبناءً على هذه المعطيات، تبقى النظرة المستقبلية سلبية: 60 دولاراً لبرنت بحلول نهاية 2025، مع استمرار التراجع نحو الخمسينات في 2026، ما يعكس مرحلة طويلة من ضعف الأسعار قد تربك موازنات الدول المنتجة وتغير معادلات السوق العالمية.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى