توقعات بتراجع إنتاج الأفوكادو المغربي 50% في 2026 بسبب التقلبات المناخية

أعلنت منصة “فريش بلازا” المتخصصة في تحليلات البيانات الفلاحية عن توقعات بتراجع حاد في إنتاج الأفوكادو في المغرب خلال الموسم الزراعي 2025/2026، نتيجة لتقلبات مناخية غير مسبوقة أثرت بشكل مباشر على المحاصيل في المناطق الأكثر إنتاجاً داخل المملكة.
وأوضحت المنصة أن المغرب، الذي يعد من بين الدول الرائدة في زراعة الأفوكادو على مستوى المنطقة، يواجه تحديات مناخية متزايدة منذ مارس 2025، حيث شهدت المناطق الزراعية الرئيسية موجات برد قوية وأمطاراً غزيرة تزامنت مع فترة الإزهار الحساسة للأشجار.
هذه الظروف أثرت سلباً على تلقيح الأزهار ونمو الثمار، مما أدى إلى تساقط أعداد كبيرة من الثمار في مراحل مبكرة من النمو.
وفي مرحلة تالية، عانت المناطق ذات الإنتاج العالي من ارتفاع حاد في درجات الحرارة تجاوز 40 درجة مئوية خلال شهري يونيو ويوليو، وهو ما أدى إلى إجهاد الأشجار ونقص في نسبة الرطوبة اللازمة لتطور الثمار بشكل طبيعي، الأمر الذي زاد من خسائر المحصول.
وبحسب البيانات الأولية، من المتوقع أن يبلغ حجم الإنتاج حوالي 80 ألف طن، مقارنة بالتقديرات السابقة التي تراوحت بين 140 و160 ألف طن، أي أن الإنتاج قد يتراجع بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالمواسم السابقة.
المزارعون المغاربة يحاولون حالياً مواجهة هذه الأزمة من خلال تكثيف عمليات الري وتوفير التغذية النباتية المكثفة للأشجار، باستخدام تقنيات زراعية متقدمة تهدف إلى تحسين جودة الثمار وتعويض النقص في الإنتاج.
كما يتم العمل على مراقبة دقيقة للحالة الصحية للأشجار للتقليل من تأثيرات الإجهاد الحراري والجفاف.
من الناحية الاقتصادية، أدى هذا التراجع في الإنتاج إلى ارتفاع أسعار الأفوكادو بشكل ملحوظ على المستوى المحلي، حيث من المتوقع أن تبدأ أسعار الكيلوغرام الواحد من 30 درهما، مقارنة بـ17 درهما في بداية الموسم الماضي، وهو ما يعكس تأثير العرض المحدود على السوق.
هذا الارتفاع في الأسعار ليس محصوراً في السوق المحلية فقط، بل يمتد ليشمل الأسواق العالمية التي تعتمد بشكل متزايد على صادرات المغرب من الأفوكادو، خاصة في أوروبا والشرق الأوسط.
أيضاً، من المتوقع أن يتأخر موسم الحصاد هذا العام ليبدأ في نهاية يناير أو مارس، بدلاً من أكتوبر ونوفمبر المعتادين، وذلك لتزامن موعد الحصاد مع ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية، مما يمنح المنتجين فرصة لتعظيم أرباحهم.
ويأتي هذا التحدي المناخي في وقت يزداد فيه الطلب العالمي على الأفوكادو بسبب تزايد الوعي بفوائده الصحية ونمو قطاع الأغذية العضوية والمستدامة.
لذلك، يسعى المزارعون في المغرب إلى تعديل استراتيجياتهم الزراعية، مثل تنويع الأصناف المزروعة واعتماد تقنيات الري الذكية، لتقليل المخاطر المرتبطة بالتقلبات المناخية وتحسين القدرة على الصمود أمام هذه التحديات.
ختاماً، يظل قطاع الأفوكادو في المغرب محركاً مهماً للاقتصاد الزراعي الوطني، ويُنظر إليه كفرصة استراتيجية لتطوير الصادرات الزراعية وتنمية المناطق الريفية.
إلا أن الأزمة الحالية تلقي الضوء على أهمية تعزيز الاستثمارات في البحث الزراعي وتطوير البنية التحتية المائية، إلى جانب دعم المزارعين في تبني ممارسات زراعية مستدامة تضمن استمرارية الإنتاج رغم التقلبات المناخية المتزايدة.