الأخبارالاقتصادية

تنامي صادرات الصين إلى بريطانيا يعكس تحولات في تدفقات التجارة العالمية

شهدت صادرات الصين إلى بريطانيا ارتفاعاً ملحوظاً إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات، ما يشير إلى أن القوة الصناعية الآسيوية تعيد توجيه صادراتها إلى أسواق بديلة لتجنب تأثير الرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة التي فرضها الرئيس دونالد ترمب.

أظهرت البيانات الرسمية من الجانبين زيادة في قيمة الصادرات الصينية، خصوصاً في قطاعات الطرود الصغيرة والإلكترونيات، ما يعكس تحوّلاً في خطوط الشحن بعيداً عن الولايات المتحدة نحو المملكة المتحدة، مستغلة انخفاض الحواجز التجارية هناك مقارنة بالرسوم الأميركية التي لا تزال مرتفعة نسبياً عند 55% رغم تخفيفات طفيفة.

مع ذلك، يبدي المسؤولون البريطانيون قلقهم من احتمال “الإغراق” في السوق المحلية بسلع صينية رخيصة، خصوصاً في منتجات مثل الصلب، إذ أشار وزير الأعمال البريطاني جوناثان رينولدز إلى جاهزية الوزارة لاتخاذ إجراءات لحماية الصناعات المحلية.

تشير بيانات مكتب الإحصاء الوطني البريطاني إلى أن واردات السلع الصينية بلغت 6 مليارات جنيه إسترليني في أبريل، بارتفاع 11% عن العام السابق، وهو أعلى مستوى منذ أكثر من عامين. وتدعم بيانات بكين هذا الاتجاه، حيث سجّلت صادراتها إلى بريطانيا في مايو أعلى مستوياتها منذ منتصف 2022.

يؤكد خبراء اقتصاديون أن هذا التحول التجاري قد يساهم في خفض التضخم البريطاني من خلال انخفاض أسعار السلع الأساسية، لكنّه يحمل مخاطر على المنافسة المحلية بسبب الفارق الكبير في تكلفة المنتجات الصينية.

ومن اللافت ارتفاع شحنات الطرود الصغيرة، حيث زادت صادرات شركات مثل “شي إن” و”تيمو” بنسبة 66% في مايو، إلى جانب نمو صادرات الإلكترونيات مثل الهواتف الذكية والحواسيب إلى بريطانيا، بينما شهدت الأسواق الأميركية تراجعاً في نفس الفئات.

يراقب بنك إنجلترا هذه التطورات عن كثب لتقييم تأثيرها على التضخم، إذ قد تساعد الخصومات التي يقدمها المصدرون الصينيون على إبطاء وتيرة ارتفاع الأسعار، رغم التشكيك في أن هذه الخصومات ستنعكس بالكامل على المستهلكين بسبب احتمالية استخدام تجار التجزئة لها لإعادة بناء هوامش أرباحهم.

في المجمل، تمثل هذه البيانات مؤشرات أولية على إعادة توجيه صادرات الصين نحو بريطانيا وأوروبا، في ظل استمرار التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، رغم أن التحولات لا تزال في مراحلها الأولى وتتسم بالتقلب، مما يستدعي مزيداً من المتابعة قبل استخلاص استنتاجات نهائية.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى