الاقتصادية

تقلبات حادة في أسواق السندات العالمية مع صعود عوائد طويلة الأجل وسط مخاوف الديون

شهدت أسواق السندات العالمية تقلبات قوية خلال الأسبوع الماضي، حيث انطلقت موجة بيع واسعة دفعت عوائد السندات طويلة الأجل للارتفاع، تأثراً بضعف سوق العمل الأمريكي، واستمرار المخاطر التضخمية، إلى جانب مخاوف المستثمرين من زيادة الإنفاق الحكومي في الاقتصادات الكبرى، ما قد يؤدي إلى تفاقم مستويات المديونية.

وجاءت هذه الضغوط في ظل ارتفاع غير مسبوق في الاقتراض لدى الدول المتقدمة، وتراجع الطلب على السندات طويلة الأجل من قبل المشترين التقليديين مثل صناديق التقاعد وشركات التأمين، خاصة بعد تراجع البنوك المركزية عن برامج شراء الأصول التي كانت تطبقها سابقًا.

على صعيد المملكة المتحدة، سجلت عوائد سندات الخزانة البريطانية لأجل 30 سنة أعلى مستوياتها منذ 1998، ما زاد تكلفة الاقتراض على الحكومة وسط مخاوف من تفاقم الدين العام بسبب احتمالات زيادة الإنفاق أو ارتفاع الضرائب.

وتصاعدت المخاوف بعد نقل رئيس الوزراء ستارمر مقر نائب وزير الخزانة دون الرجوع إلى وزيرة الخزانة راشيل ريفز، المعروفة بمواقفها المحافظة ماليًا.

ومع ذلك، طمأنت ريفز الأسواق لاحقًا مؤكدة التزام الحكومة بموازنة مستدامة وبناء اقتصاد يخدم الطبقة العاملة، مع الإعلان عن تقديم الموازنة العامة أمام البرلمان في 26 نوفمبر 2025.

أما في الولايات المتحدة، فقد تأثرت عوائد السندات الأمريكية طويلة الأجل بتباطؤ سوق العمل وضعف النشاط الاقتصادي، مع انعكاسات محتملة على قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية وخفض الفائدة.

ورغم موجة البيع، حافظت العوائد على استقرار نسبي بفضل إشارات من وزير الخزانة بيسنت حول سياسات إصدار الديون، بالإضافة إلى البيانات الرسمية التي تشير إلى أن سياسات الرسوم الجمركية ستضيف نحو 3.3 تريليون دولار لخزينة الولايات المتحدة خلال العقد المقبل، ما خفف من حدة الارتفاع في العوائد ودعم الطلب على السندات.

وفي اليابان، تأثرت عوائد السندات اليابانية بالتوترات السياسية الناجمة عن استقالة رئيس الوزراء إيشيبا، حيث ارتفع عائد سندات الخزانة لأجل 30 سنة إلى 3.285%، فيما وصل عائد السندات اليابانية إلى أعلى مستوى منذ 1999 عند 2.69%.

مع بداية هذا الأسبوع، شهدت الأسواق استقرارًا نسبيًا بعد أسبوع متقلب، حيث يتداول عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 30 سنة قرب مستوى 4.730% بانخفاض نحو 0.70%، في انتظار بيانات التضخم لشهر أغسطس.

كما انخفض عائد السندات البريطانية لأجل 30 سنة بنسبة 0.74% إلى 5.479% بعد تصريحات محافظ بنك إنجلترا بايلي التي أوضحت أن ارتفاع العوائد كان نتيجة توجه عالمي وليس عوامل محلية. بالمقابل، ارتفع عائد السندات اليابانية لأجل 30 سنة بنحو 1.36% صباح الاثنين، متأثراً باستقالة رئيس الوزراء إيشيبا.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى