تقرير : نقص مهارات الإنجليزية يقيد آفاق المغرب الاقتصادية

أظهرت نتائج تقرير حديث أن المغرب ما زال يواجه تحديات كبيرة في مستوى إتقان اللغة الإنجليزية، حيث صُنّف ضمن الدول ذات المستوى الضعيف، على الرغم من الجهود الملحوظة التي بذلتها المملكة في السنوات الأخيرة لتطوير قطاع تعليم اللغات.
تشير هذه النتائج إلى وجود فجوة تحتاج إلى معالجة استراتيجية عميقة.
وأشار التقرير إلى أن مهارات الإنجليزية لدى شرائح واسعة من المواطنين ما تزال محدودة، خصوصًا بين فئة الشباب وفي المناطق القروية.
ورغم الإقرار بزيادة إدراج اللغة الإنجليزية في المناهج الدراسية خلال العقد الماضي، فإن مستوى الإتقان العام يبقى بعيدًا عن المعايير الدولية المطلوبة، الأمر الذي يستدعي وقفة لتقييم فعالية الأساليب التعليمية المتبعة.
ويحذر خبراء التعليم والاقتصاد من أن ضعف مستوى الإنجليزية يشكل قيدًا حقيقيًا قد يحد من قدرة المغرب على تعزيز تنافسيته في الاقتصاد العالمي المتسارع، حيث تعد اللغة الإنجليزية مفتاحًا أساسيًا لولوج فرص وموارد هامة في مجالات التكنولوجيا، والبحث العلمي، وريادة الأعمال، والتعليم العالي.
ففي عالم رقمي مترابط، يصبح إتقان هذه اللغة عاملاً فاصلاً في تحديد المسار المهني والابتكاري.
ولمواجهة هذه التحديات الجوهرية، يقترح التقرير سلسلة من الإجراءات الاستراتيجية الطموحة، أبرزها:
-
تعزيز تعليم الإنجليزية ابتداءً من المراحل الابتدائية لضمان التأسيس المبكر والسليم للمهارات اللغوية.
-
تكوين عدد أكبر من الأساتذة المتخصصين وتوفير تدريب عالي الجودة لهم لمواكبة التطورات العالمية في أساليب تدريس اللغات.
-
دعم البرامج التعليمية الثنائية أو الثلاثية اللغات التي تدمج الإنجليزية بشكل فعال في مسارات التعليم المختلفة.
-
تشجيع التبادل الثقافي والجامعي مع الدول الناطقة بالإنجليزية لخلق بيئة انغماس لغوي حقيقية للطلاب والباحثين.
وفي الختام، يؤكد الخبراء أن تحسين مستوى الإتقان لم يعد خيارًا ثانويًا، بل ضرورة استراتيجية ترتبط بشكل مباشر بفتح آفاق أوسع لـ فرص العمل، والانفتاح الدولي، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز القدرات الابتكارية للمغرب في مختلف القطاعات التنموية.
إن الاستثمار في اللغة الإنجليزية هو في حقيقته استثمار في مستقبل المملكة الاقتصادي والمعرفي.




