تقرير: عدد المسنين في المغرب يقفز إلى 5 ملايين ونسبة الشيخوخة تصل إلى 22.8%
تشير أحدث الإحصاءات الرسمية للمندوبية السامية للتخطيط عقب إحصاء 2024 إلى أن المغرب لم يعد بعيدًا عن مشهد شيخوخة المجتمع، بل أصبح هذا الواقع ملموسًا على الأرض، يعيد تشكيل هرم السكان ويطرح تحديات صحية واجتماعية واقتصادية عاجلة على صانعي السياسات العمومية.
بلغ عدد الأشخاص المسنين بالمغرب نحو 5.027 ملايين حتى فاتح شتنبر 2024، مقارنة بـ3.1 ملايين في 2014، ما يعكس تضاعف هذه الفئة خلال عشر سنوات فقط، مع تسجيل نمو سريع بنسبة 58.7% خلال العقد الأخير.
ويبرز التفوق العددي للنساء المسنات (2.576 مليون) على الرجال نتيجة طول أمد حياتهن، ما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتطوير برامج رعاية صحية وحماية اجتماعية متخصصة للمرأة المسنة.
كشف التحليل الديمغرافي أن المغرب وصل إلى مرحلة متقدمة من “الانتقال الديمغرافي”، إذ هبط معدل الخصوبة من 7.2 أطفال لكل امرأة سنة 1962 إلى 1.97 طفل سنة 2024، ما يضع البلاد تحت عتبة “تعويض الأجيال” البالغة 2.1 طفل لكل امرأة.
المدن الكبرى سجلت انخفاضًا أكبر، حيث وصل المعدل إلى 1.8 طفل فقط، ما يعكس تغييرات جوهرية في أنماط الأسرة المغربية.
ويرجع هذا الانخفاض إلى عدة عوامل هيكلية، أبرزها تأخر سن الزواج؛ إذ ارتفع متوسط سن الزواج الأول للنساء من 17.5 سنة إلى 24.6 سنة، وللرجال من 24 سنة إلى 32.4 سنة، إضافة إلى ارتفاع نسب العزوبة وتوسع التمدن.
تشير البيانات إلى أن الضغط الاقتصادي الناتج عن المسنين على السكان في سن العمل ارتفع من 13.1% سنة 2004 إلى 22.8% سنة 2024، فيما انخفضت نسبة السكان في سن النشاط (15-59 سنة) لأول مرة منذ الستينيات لتستقر عند 59.7%.
ومعدل نمو المسنين السنوي (4.73%) يتجاوز بكثير نمو إجمالي السكان (0.83%)، ما يستدعي من الدولة إعادة التفكير العاجل في منظومات التقاعد، وتوسيع التغطية الصحية، وتكييف السياسات العمومية لتواكب مجتمعًا يزحف فيه الشيب بينما تتقلص قاعدة الشباب بشكل مستمر.
