تقرير : سيطرة المغرب على ثلثي احتياطيات الفوسفات العالمية تُبشّر بمستقبل زاهر لصناعة الأسمدة
أظهر أحدث تقرير لشركة “فيتش سوليوشنز”، ومقرها لندن، تفاؤلاً كبيراً تجاه صناعة الأسمدة المغربية على المدى المتوسط والطويل، بفضل الاحتياطيات الضخمة من الفوسفات في البلاد.
إذ من المتوقع أن تشهد هذه الصناعة زيادة ملحوظة في الاستثمارات في السنوات القادمة، تماشياً مع ارتفاع الطلب العالمي على الأسمدة والتركيز المتزايد على هذا القطاع، رغم التحديات التي تواجهه، مثل متطلبات الطاقة والمياه.
حسب بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، يسيطر المغرب على 67.6% من احتياطيات الفوسفات العالمية في عام 2023، ارتفاعاً من 58.3% في عام 2000، متفوقاً بشكل كبير على الصين التي تشكل 5.1% من احتياطيات الفوسفات العالمية.
ورغم احتلال المغرب لهذا الموقع المتفرد في احتياطيات الفوسفات، إلا أنه ما زال يعاني من تحديات في الإنتاج مقارنةً ببعض الدول الأخرى. ففي 2023، استحوذ المغرب على 15.9% من الإنتاج العالمي للفوسفات، بينما كانت الصين قد حققت 40.9% من الإنتاج.
و أظهر التقرير أن قطاع تعدين الفوسفات في المغرب شهد نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة. من 2014 إلى 2018، بلغ متوسط الفوسفات المستخرج سنوياً 30.14 مليون طن، ثم ارتفع هذا الرقم بنسبة 22.8% بين عامي 2019 و2023 ليصل إلى 37.00 مليون طن.
ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو خلال العقود المقبلة، مما يفتح المجال أمام المزيد من الاستثمارات.
توقع فريق المعادن والتعدين في “فيتش” أن تشهد صناعة الفوسفات في المغرب تدفقاً كبيراً من الاستثمارات خلال السنوات القادمة. ومن المتوقع أن تركز مجموعة “OCP” على تعزيز سلسلة القيمة من خلال استثمارات في مصانع معالجة الفوسفات إلى أسمدة، مع التركيز على مناطق الموانئ.
و تمثل الأسمدة جزءاً مهماً من عائدات الصادرات المغربية، حيث سجلت 12.9% من إجمالي عائدات الصادرات في 2023.
وقد شهدت حصة المغرب في الصادرات العالمية للأسمدة زيادة ملحوظة خلال العقد الماضي، حيث انتقلت من 3.2% في 2012 إلى 5.9% في 2023.
كما يحتل المغرب مكانة استراتيجية في سوق الأسمدة الفوسفاتية، حيث يمثل 25.9% من الإنتاج العالمي للأسمدة الفوسفاتية المعدنية/الكيميائية.
تشير التوقعات إلى أن المغرب سيواصل توسيع مشاركته في الأسواق الأفريقية، إذ يعد أكبر مصدر للأسمدة في القارة، حيث يمثل 15.0% من واردات الأسمدة الأفريقية.
و مع تزايد التركيز على تعزيز الأمن الغذائي في أفريقيا، يرى التقرير أن تجارة الأسمدة مع دول القارة تمثل فرصاً كبيرة لتحسين الإنتاج الزراعي وتوسيع القدرات الزراعية، خصوصاً في ظل تدني معدلات استخدام الأسمدة في معظم دول أفريقيا.
رغم النظرة الإيجابية لهذه الصناعة، يواجه قطاع الأسمدة في المغرب بعض التحديات، أبرزها ندرة المياه، حيث يتطلب استخراج الفوسفات ومعالجته كميات كبيرة من المياه.
وفي ظل مستوى الإجهاد المائي الذي يبلغ 50.8% في المغرب، يشكل هذا تحدياً كبيراً يتطلب حلولاً مبتكرة، مثل مشاريع تحلية المياه، لتلبية احتياجات القطاع.